حريق مقر القذافي و"البراري" الليبية!

غارات "حريق البراري" على ليبيا

في 15 أبريل 1986، نفذت الولايات المتحدة غارات جوية على أهداف في طرابلس وبنغازي، بما في ذلك منزل العقيد معمر القذافي في معسكر باب العزيزية، في عملية عسكرية أطلق عليها اسم "حريق البراري".

استمرت الغارات حوالي ساعة، وشاركت فيها أكثر من 100 طائرة أمريكية، بما في ذلك قاذفات وحاملات وقود وطائرات تشويش. واستهدفت الغارات المنشآت والمواقع الرئيسية، بما في ذلك مقر إقامة القذافي.

تفاصيل العملية

تحضيرات الهجوم

قبل الغارات، أجرت الولايات المتحدة تدريبات مكثفة، بما في ذلك طلعات جوية محاكية لهجمات جوية وإلكترونية على مواقع الدفاع الجوي الليبية. كما عبرت طائرات أمريكية خط العرض الموازي 32°30 شمالًا الذي حددته طرابلس كمياه إقليمية ليبية، ما أدى إلى إطلاق النار المضاد للطائرات الليبي.

مسار القاذفات

في 14 أبريل، أقلعت قاذفات أمريكية من طراز "إف-111" من قواعد جوية في بريطانيا، متجنبة المجال الجوي الفرنسي والإسباني. طارت القاذفات ذهابًا وإيابًا إلى منطقة طرابلس عبر خليج بسكاي وساحل البرتغال ومضيق جبل طارق والجزء الأوسط من البحر الأبيض المتوسط.

تنفيذ الغارات

وصلت القاذفات الأمريكية إلى مسافة 200-300 كيلومتر من الساحل الليبي وانخفضت إلى ارتفاع منخفض جدًا، ثم تباعدت. تسللت ست طائرات "إف-111" عبر فجوة في الرادار الليبي وضربت مطار بنغازي ومواقع في طرابلس. وصلت بقية الطائرات المغيرة من الشمال وضربت أهدافها بقنابل ثقيلة وقنابل خاصة لتدمير المرافق المحصنة تحت الأرض.

إسناد الغارات

إلى جانب القاذفات، شاركت طائرات هجومية ومقاتلات وناقلات من حاملات الطائرات التابعة للأسطول السادس الأمريكي في الغارات. ولتعطيل الدفاع الجوي الليبي، تم التشويش النشط على الرادار وإطلاق صواريخ مضادة على أنظمة الدفاع الجوي. كما شاركت طائرات الإنذار المبكر في العملية.

نتائج الغارات

تُقدر فعالية الغارات بأنها منخفضة نسبيًا، حيث لم تنفجر أكثر من 50٪ من القنابل التي تم إسقاطها. ومع ذلك، فقد خسرت قوات الدفاع الجوي الليبية عدة أنظمة دفاع جوي. وجد تحليل الخبراء أن الدفاعات الجوية الليبية كانت غير مستعدة بشكل صحيح، ولم تستخدم أساليب التمويه، ولم تغير مواقعها، ما سمح للأمريكيين بتحديد مكانها مسبقًا.