حرب غزة تُحيي الخطاب الديبلوماسي عن حلّ الدولتين... هل اقترب الفلسطينيّون من تحقيق سيادتهم؟

حل الدولتين: النشأة والتطور

يعود مفهوم حل الدولتين إلى ثلاثينات القرن الماضي، عندما اقترحه يهود هاجروا إلى فلسطين، التي كانت حينها تحت الانتداب البريطاني. وفي عام 1947، وُلدت الفكرة رسميًا من خلال قرار الأمم المتحدة رقم 181، الذي دعا إلى تقسيم فلسطين إلى دولتين: يهودية وعربية. أدى هذا القرار إلى قيام دولة إسرائيل في عام 1948، ولكن الفلسطينيين والعرب رفضوا الاعتراف بها واندلعت الحرب العربية الإسرائيلية الأولى نتيجة لذلك.

بعد احتلال إسرائيل للضفة الغربية وقطاع غزة في عام 1967، أصبحت هذه الأراضي محتلة بموجب القانون الدولي. على الرغم من أن المجتمع الدولي يدعم حل الدولتين، فقد تعثرت المفاوضات بسبب الاستيطان الإسرائيلي المستمر في الضفة الغربية والقدس الشرقية.

اتفاقيات أوسلو ومبادرات السلام

في عام 1993، وقعت إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية اتفاقيات أوسلو التي أنشأت السلطة الفلسطينية ومنحتها حكمًا ذاتيًا محدودًا في بعض أجزاء الضفة الغربية وقطاع غزة. إلا أن هذه الاتفاقيات واجهت معارضة من كلا الجانبين، واغتيل رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين في عام 1995، مما أدى إلى توقف المفاوضات.

في عام 2002، أطلقت الدول العربية مبادرة السلام العربية التي دعت إلى دولة فلسطينية مقابل تطبيع العلاقات مع إسرائيل، لكن إسرائيل لم تلتزم بتطبيق هذه المبادرة. كما شهد عام 2006 انقسامًا بين حركتي فتح وحماس، مما أدى إلى سيطرة حماس على قطاع غزة.

الموقف الحالي والآفاق المستقبلية

على الرغم من الدعم الدولي المستمر لحل الدولتين، فإن التأييد الشعبي لهذا الحل قد تراجع لدى الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. كما ترفض الحكومة الإسرائيلية الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو فكرة إقامة دولة فلسطينية. إلا أن المجتمع الدولي، بقيادة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، لا يزال يدعو إلى العودة إلى طاولة المفاوضات للتوصل إلى حل قابل للتنفيذ.

ومع ذلك، فإن آفاق حل الدولتين تبدو غير واضحة في ظل استمرار العنف والصراع في المنطقة. وقد أظهرت الحرب الأخيرة في غزة الفجوة الهائلة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وعمقت من التحديات أمام تحقيق السلام المستدام.

تلخص هذه المقالة بشكل شامل تاريخ وتطور وإمكانات حل الدولتين، وتسلط الضوء على التحديات والعقبات التي تواجه تحقيق حلم السيادة الفلسطينية.