حرب الصين على تايوان | الحرب التي لن تتحملها التقنية والعالم أجمع
حرب الصين وتايوان: الأثر الكارثي على صناعة التكنولوجيا والعالم
العالم على شفا أزمة محتملة بين الصين وتايوان، وهي أزمة قد تعيد تشكيل النظام العالمي كما نعرفه. إذ تُعتبر هذه الأزمة تهديدًا حقيقيًا على صناعة التكنولوجيا والاقتصاد العالمي.
الأسباب الكامنة وراء الحرب المحتملة
تعود جذور التوترات بين الصين وتايوان إلى الحرب الأهلية الصينية التي اندلعت بعد الحرب العالمية الثانية. سيطرت الصين الشيوعية على البر الرئيسي للصين، بينما احتفظت الحكومة القومية بالسيطرة على جزيرة تايوان. والصين الآن تدعي أن تايوان جزء من أراضيها، بينما تعتبر تايوان نفسها دولة مستقلة.
إلا أن السبب الحقيقي وراء هذه التوترات قد يكون بالفعل شركة تايوان لأشباه الموصلات (TSMC)، وهي أكبر مُصنع لأشباه الموصلات في العالم. وعلى الرغم من أنها شركة تايوانية، إلا أن منافستها الرئيسية هي شركة سامسونج الكورية الجنوبية التي لا تزال بعيدة عن مطابقة قدراتها.
لقد أضفت صناعة أشباه الموصلات طبقة أخرى من التعقيد إلى هذا الصراع، حيث تعتمد العديد من الصناعات الرئيسية على أشباه الموصلات التي تنتجها شركة TSMC. ومن خلال السيطرة على هذه الشركة، يمكن للصين أن تُحكم قبضتها على صناعة التكنولوجيا العالمية.
التأثير المدمر على صناعة التكنولوجيا
في حال اندلاع الحرب، فإن توقف مصانع شركة TSMC سيكون له تأثير مدمر على صناعة التكنولوجيا. إذ تعتمد شركات مثل Nvidia وAMD بشكل كبير على شركة TSMC لإنتاج رقائقها.
سيؤدي هذا بدوره إلى توقف إنتاج الهواتف الذكية والكمبيوتر والأجهزة الإلكترونية الأخرى، مما سيتسبب في شلل في صناعات رئيسية. إضافةً إلى ذلك، ستضعف صناعة الخدمات السحابية التي تعتمد بشكل كبير على العتاد الذي تنتجه شركة TSMC.
العواقب الاقتصادية العالمية
إلى جانب التأثير على صناعة التكنولوجيا، سيكون للحرب أيضًا تأثير اقتصادي عالمي مدمر. فالصين هي أكبر مصدر للبضائع في العالم، ومن المرجح أن تؤدي العقوبات الاقتصادية على الصين إلى ارتفاع الأسعار ونقص المنتجات.
وتوقعت إحدى الدراسات أن يؤدي هذا الصراع إلى خسائر اقتصادية عالمية تزيد عن 10 تريليون دولار.
المأساة الإنسانية
بعيدًا عن التبعات الاقتصادية، يجب ألا يغيب عن بالنا التكلفة الإنسانية لهذه الحرب المحتملة. فإذا اندلعت الحرب، فقد يتعرض ملايين الأرواح للخطر.
خطة الولايات المتحدة البديلة
في محاولة للخروج من هذا الصراع بمكاسب، أقرت الولايات المتحدة قانون الشرائح والعلوم الذي يمنح وزارة التجارة الأمريكية 39 مليار دولار لدعم صناعة الرقائق المتقدمة في الولايات المتحدة. بالإضافة إلى ذلك، فإنه يقدم منحًا وقروضًا لشركة TSMC لإنشاء مصانع في الولايات المتحدة.
الخلاصة
إن اندلاع حرب بين الصين وتايوان سيكون له آثار وخيمة على صناعة التكنولوجيا والاقتصاد العالمي. ومن المرجح أن يؤدي الصراع إلى شلل في الصناعات الرئيسية، ونقص في المنتجات، وارتفاع الأسعار، إلى جانب المأساة الإنسانية الهائلة. ويُعد الاستثمار في خطة الولايات المتحدة البديلة أمرًا حيويًا لضمان استمرارية صناعة التكنولوجيا في حال حدوث مثل هذا الصراع.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً