جمال فودة لـ"الرؤية": الشعر العماني يرتكز على ثوابت الثقافة التقليدية.. والخلود للعمل الأدبي مسألة نسبية مرتبطة بالمضمون
الإبداع الأدبي: رؤى ذاتية وموضوعية
تختلف وجهتا نظر الأديب والناقد عند تحديد ملامح الإبداع في النص، فعين الأديب ذاتية تنظر من منظور الإبداع، بينما يرى الناقد من منظور موضوعي، وهذا الاختلاف يعزى إلى اختلاف الأفكار والمعتقدات وتباين الأذواق.
لكل فن أدبي خصائصه المميزة، ولا يمكن لأي نوع أدبي أن يحل محل آخر. وعلى الرغم من المنافسة القديمة بين فنون الأدب، فإن الحواجز النوعية بينها تكاد تتلاشى في العصر الحديث، حيث يصوغ الشعراء قصائدهم في شكل قصصي، بينما يبدع الروائيون في رسم صور خيالية تصف أبطالهم.
العلاقة التبادلية بين الأدب والنقد
يؤثر الأدب على النقد والعكس صحيح. تستمد العديد من النظريات النقدية إلهامها من إبداعات كبار الشعراء والأدباء، وتؤسس فيما بعد لمذاهب أدبية نقدية. بدوره، يضع الفعل النقدي والنظري الأسس والمناهج لفنون أدبية معينة، لتصبح خصائص وركائز يعتمد عليها الأدباء في إبداعاتهم.
الإبداع الأدبي: الدؤوب والتميز والتجديد
يتطلب الإبداع الأدبي العمل الدؤوب والتميز والتجديد. يمكن أن يحقق العمل الأدبي الخلود بمضمونه الإنساني المتجاوز لحدود الزمان والمكان، فضلاً عن عناصره الفنية والإبداعية المميزة التي تضمن له التفرد. إن قصائد أبي الطيب المتنبي خير مثال على ذلك.
النقد الموضوعي: العلم والمعرفة والذوق
لا تأتي موضوعية الناقد من فراغ، بل تستند إلى علم ومعرفة وفهم وذوق وممارسة. ويعتبر الذوق أساس النقد، لكن ليس كل ما يقال يعتد به. على الناقد ألا يتجاوز ما اتفق عليه سابقوه، مع البعد عن الهوى في أحكامه النقدية قدر الإمكان.
الحركة الشعرية العُمانية: ثوابت وتطورات
ارتكز الشعر العُماني على ثوابت الثقافة التقليدية، وتركت هذه الثقافة بصماتها في أساليب الكتابة الشعرية، وطبعتها بطابع القوة والجزالة. أصبحت النصوص الدينية مصدراً مهماً للتجربة الشعرية، وظهرت على أنماط متعددة من التناصات والتعالقات الفنية في بنية القصائد. ومن بين الشعراء البارزين الذين تجسد ذلك في أشعارهم السالمي والخليلي والرواحي والنبهاني والستالي والسيابي.
في العصر الحديث، ظهرت ازدواجية التعبير الشعري نتيجة للتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي شهدتها مرحلة النهضة الحديثة. وانعكس ذلك على طبيعة الشعراء وقصائدهم. ومن بين هؤلاء سيف الرحبي، سماء عيسى، محمد الحارثي، وعبد الله الريامي، وناصر العلوي، ومبارك العامري، وعاصم السعيدي، ومحمد اليحيائي وغيرهم.
خاتمة
يغني تنوع أشكال التعبير الأدبي الحياة الثقافية، وتستمر الحركة الشعرية العُمانية في التطور والتجديد، مستمدة قوتها من تراثها الغني والتفاعل مع التحولات المعاصرة.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً