جامع دجينغاربير.. تحفة تمبكتو ذات السبعة قرون
مسجد دجينغاربير: تحفة تمبكتو الخالدة
في قلب مدينة تمبكتو التاريخية في مالي، يرتفع مسجد دجينغاربير كمنارة صامدة، شاهداً على ازدهار مدينة تمبكتو كمركز حضاري إسلامي عظيم. يعود تاريخ هذا المسجد الفريد إلى القرن الرابع عشر، وقد شهد قرونًا من التاريخ والتغيرات، وبقي شامخًا على مر العصور.
بُني مسجد دجينغاربير عام 1327 بأمر من الإمبراطور مانسا موسى، الذي كان راعيًا عظيمًا للفنون والعمارة. صمم المسجد مهندس أندلسي شهير يُدعى أبو إسحاق الساحلي، وقد استخدم موادًا محلية مثل الطين والقش في بنائه، وهي مواد أثبتت متانتها عبر القرون. وقد تميز المسجد بمنارتين وعشرات الفتحات الصغيرة التي تضمن تهويته وإنارته الطبيعية.
لم يكن مسجد دجينغاربير مكانًا للعبادة فحسب، بل كان أيضًا مركزًا للتعليم. كان جزءًا من جامعة تمبكتو، التي كانت تضم الآلاف من الطلاب والعلماء. كانت مكتبة الجامعة واحدة من أكبر المكتبات في العالم الإسلامي في ذلك الوقت، مما جعل تمبكتو مركزًا للعلوم والثقافة.
أسرار صمود دجينغاربير
على الرغم من مرور سبعة قرون على بنائه وظروفه الصحراوية القاسية، إلا أن مسجد دجينغاربير لا يزال قائمًا. يعزو المشرف على المسجد، الشيخ ماهامان محامادو، صموده إلى المواد المستخدمة في بنائه. حيث أن الطين والقش لا يتأثران بالزمن، مما يجعله أقوى مع مرور السنين.
ترميم مسجد دجينغاربير
أُدرج مسجد دجينغاربير على قائمة اليونسكو للتراث العالمي في عام 1988، ولكن بعد سنوات واجه تهديدات بسبب زحف الرمال. وقد تضافرت جهود صندوق اليونسكو الثقافي وصندوق آغا خان الثقافي لترميم المسجد والحفاظ على تراثه الثمين.
إرث خالد
يظل مسجد دجينغاربير رمزًا لازدهار تمبكتو الثقافي والإسلامي. إنه شاهدة على الإنجازات المعمارية للمهندسين والحرفيين الذين شيدوه قبل قرون. وبفضل الجهود المستمرة للترميم، يستمر مسجد دجينغاربير في إلهام وإبهار الأجيال القادمة." "tags": ["مسجد دجينغاربير
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً