تيك توك و"الإنسان الأخير": لماذا أصبح التطبيق مرادفاً للانحطاط؟
تيك توك: الإنسان الأخير
في 24 أبريل 2023، وبعد سنوات من التوترات السياسية حول حظر تطبيق تيك توك في الولايات المتحدة، وقع الرئيس الأمريكي جو بايدن قانونًا يجبر شركة بايت دانس، الشركة الأم الصينية لتيك توك، إما على بيع أعمالها في الولايات المتحدة أو مواجهة حظر وطني للتطبيق.
أمام بايت دانس الآن حوالي تسعة أشهر لتصفية استثماراتها. ومن المرجح أن تختار الشركة إغلاق التطبيق في الولايات المتحدة بدلاً من بيعه، حيث لا تمثل إيرادات تيك توك في الولايات المتحدة سوى 13 في المائة من إجمالي إيرادات الشركة لعام 2023.
تخوفات وانتقادات
أثار تيك توك الكثير من الجدل في السنوات الأخيرة، حيث دعا العديد من النقاد إلى حظره لأسباب مختلفة، بما في ذلك:
- التأثير السلبي على الصحة العقلية: ارتبط استخدام تيك توك بزيادة القلق والاكتئاب ومعدلات الانتحار، خاصة بين المراهقين.
- الإدمان: يعمل تصميم خوارزميات تيك توك على تحفيز إطلاق الدوبامين في الدماغ، مما يؤدي إلى عادات إدمانية مماثلة لتلك التي يسببها تعاطي المخدرات.
- التسطيح الفكري: يُنتقد المحتوى الذي يتم تقديمه على تيك توك غالبًا لكونه تافهًا وسريع الزوال، مما يساهم في إضعاف القدرات الإدراكية.
- انتشار الغباء المنهجي: يُعتقد أن استهلاك المحتوى على تيك توك يساهم في "الغباء المنهجي"، وهو تراجع للقدرات الفكرية بسبب الاعتماد المفرط على الأجهزة التكنولوجية.
تماثل وتجانس
بالإضافة إلى المخاوف الصحية والعقلية، انتُقد تيك توك أيضًا بسبب دوره في تعزيز التماثل والتجانس بين مستخدميه:
- وجه إنستغرام: أصبحت ملامح الوجه الجراحية والتجميلية شائعة على تيك توك، مما أدى إلى انتشار "وجه إنستغرام" النمطي.
- صوت تيك توك: ظهر "صوت تيك توك" المميز، وهو نبرة سريعة ومملة، في العديد من التعليقات الصوتية للمؤثرين على المنصة.
- ثقافة عالم الفلتر: يعزز تيك توك ثقافة عالم الفلتر، حيث يتشابه المحتوى وتفضيلات المستخدمين بشكل متزايد عبر الحدود الجغرافية.
الإنسان الأخير؟
يمكن النظر إلى الاستخدام المفرط لتيك توك من خلال عدسة مفهوم "الإنسان الأخير" لفريدريك نيتشه، الذي يمثل شخصية خالية من العاطفة والإبداع و"إرادة القوة"، وبدلاً من ذلك تسعى إلى الراحة والأمن والتوافق.
تتشابه بعض جوانب تطبيق تيك توك مع مفهوم نيتشه عن الإنسان الأخير، مثل:
- السلبية والاستكانة: قد يؤدي الاستخدام المفرط لتيك توك إلى الخمول العقلي والإبداعي.
- هيمنة المحتوى الرديء: يسعى الكثير من منشئي المحتوى على تيك توك إلى تحقيق المشاهدات بأي ثمن، مما يؤدي إلى انتشار المحتوى التافه.
- هروب من الأصالة: يُشجع التمرير الذي لا ينتهي على تيك توك المستخدمين على الهروب إلى الحشد وتجنب تحديات الوجود الأصيل.
استنتاج
بينما يتم التداول في مسألة حظر تيك توك أو السماح باستمراره، لا يزال هناك العديد من الأسئلة التي لم تتم الإجابة عنها حول تأثير التطبيق على مجتمعنا. من الضروري معالجة المخاوف المتعلقة بالصحة العقلية والإدمان والتسطيح الفكري والتجانس، لضمان أن يتم استخدام تيك توك بطريقة صحية وإيجابية.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً