توني كروس في المشهد الأخير.. لعب بهدوء "عازف بيانو في عشاء رومانسي" وأثار عواصف جدل داخل وخارج الملعب
توني كروس: المشهد الأخير
يقول المثل المأثور: "الصعود إلى القمة صعب، ولكن الحفاظ عليها أصعب"، لكن ماذا عن لاعب يصل إلى القمة ويبقى عليها وينهي مسيرته متألقًا؟ هذا هو توني كروس، أحد اللاعبين القلائل الذين قرروا إنهاء مسيرتهم الكروية وهم في أوج مجدهم، دون اللجوء إلى اللعب في دوريات أقل جودة.
اللقطة الأخيرة
أعلن كروس اعتزاله كرة القدم بنهاية الموسم الجاري، وهو في عمر الـ34 عامًا، ويقدم أحد أفضل مواسمه على الإطلاق، ويستعد لخوض آخر مباراة له مع ريال مدريد في نهائي دوري أبطال أوروبا الشهر المقبل، ثم المشاركة في كأس أمم أوروبا في يونيو.
من اللافت للنظر أن اعتزال كروس يتشابه مع مسيرة زين الدين زيدان، الذي اعتزل اللعب في عام 2006 بعد قيادة فرنسا إلى نهائي كأس العالم، وخاض مباراته الأخيرة على مستوى الأندية ضد فياريال.
الشخصية المثيرة للجدل
ربما كانت شخصية كروس في العامين الماضيين مثيرة للجدل لدى البعض، حيث تلقى صافرات استهجان أثناء مشاركته مع ريال مدريد في السوبر الإسباني بالسعودية، بسبب تصريحات سابقة له انتقد فيها اللاعبين الذين اختاروا مواصلة مسيرتهم في الأندية السعودية.
كما أثار كروس غضب الجماهير القطرية بسبب انتقاده لإقامة كأس العالم 2022 في قطر، ما جعله موضع تساؤلات وانتقادات واسعة النطاق في المنطقة العربية.
صانع الصمت القاتل
لا تكمن أهمية كروس في المسافات التي يقطعها في المباريات أو سرعته أو قوته البدنية، بل في هدوئه الذي يشبه عازف البيانو في عشاء رومانسي.
ومع ذلك، يتحول هذا الهدوء إلى سم قاتل بالنسبة للخصوم عندما يمرر كرة تكسر خطوطهم وتصل إلى أحد المهاجمين كأنها هدية، كان آخرها التمريرة الحاسمة التي قدمها لفينيسيوس جونيور في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا أمام بايرن ميونخ.
إن فعالية كروس تجعله أحد أخطر لاعبي الوسط في العالم، فهو لا يقتصر على صنع اللعب فحسب، بل يساهم أيضًا بتمريرات مفتاحية تؤدي إلى الأهداف، وقد قدم هذا الموسم ما معدله 1.9 تمريرة مفتاحية في المباراة الواحدة، بالإضافة إلى قدرته على التسجيل في اللحظات الحاسمة بتسديدات أرضية قوية.
إرث لا يمحى
ومع اعتزال لاعبي كرة القدم، تبقى ذكرياتهم حية في أذهان العشاق. وبالنسبة لكروس، سيظل إرثه الكروي العظيم محفورًا في قلوب مشجعي كرة القدم، بدءًا من فوزه بدوري أبطال أوروبا عام 2013 مع بايرن ميونخ، إلى فوزه بكأس العالم 2014 وهدفه التاريخي في مرمى البرازيل، ثم تتويجه مع ريال مدريد بثلاثة ألقاب متتالية لدوري الأبطال، مرورًا بهدفه الأسطوري أمام السويد في كأس العالم 2018، وصولاً إلى تتويجه بلقب الأبطال عام 2022.
إن كروس على موعد مع فرصة لترك بصمته في المشهد الأخير، في نهائي دوري أبطال أوروبا وكأس أمم أوروبا. فكيف سينهي كروس مسيرته المتميزة؟
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً