تناغم واحترام رغم التباين... ماذا بين بري وجعجع؟

مقدمة

على مر تاريخ العلاقة بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، لم يتم تسجيل هذا الكم من التراشق بالبيانات، على الرغم من التباعد السياسي بين الطرفين.

علاقة التناغم السابقة

لطالما اتسمت العلاقة بين الرئيس بري وحزب القوات اللبنانية بالتناغم والاحترام المتبادل، على الرغم من عدم تصويت نواب القوات على بري لرئاسة المجلس منذ فوزهم في الانتخابات عام 2005. وقد مثلت زيارة ستريدا جعجع لعين التينة قبل الإفراج عن زوجها منعطفًا مهمًا في توطيد العلاقة.

دعم القوات للقوانين التشريعية

التزم نواب القوات باحترام الرئيس بري والتعاطي معه بموضوعية في الملفات التشريعية، رغم بعض التباينات السياسية. وقد تجسد ذلك في رئاسة النائب جورج عدوان للجنة الإدارة والعدل، وإشراف النائب أنطوان زهرا على ورشة إعادة ترميم المجلس.

تباعد واتهامات بعد حادثة الطيونة

لكن رياح التناغم بين بري والقوات بدأت تنقلب بعد تفجير مرفأ بيروت وحادثة الطيونة. واتهم الثنائي الشيعي القوات بالقنص على المتظاهرين، وهو ما نفاه جعجع.

زيادة الخلافات بعد الشغور الرئاسي

تصاعدت الخلافات أكثر بعد الشغور الرئاسي. واتهم بري القوات بإقفال المجلس وعرقلة انتخاب رئيس، وقد وصف جعجع لاحقًا بري بأنه "ليس صديقه ولا عزيزه".

نقاط التوافق الخجولة

رغم الخلافات، اتفق بري وجعجع على دعم التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون. وعلى الرغم من المقاطعة النيابية، شاركت القوات في التصويت على اقتراح التمديد لتجنب فراغ قيادة الجيش.

تصاعد الخلافات مع مواقف حزب الله

تعمقت الخلافات بعد فتح حزب الله جبهة الجنوب، واعتراض القوات على مصادرة قرار الحرب والسلم. واستمر التوتر حول التمديد للمجالس البلدية والاختيارية واستثناء الجنوب من هذه الانتخابات.

دعوة لتهدئة الأجواء

رغم اختلاف الآراء والتباينات السياسية، فإن البلد بحاجة إلى التهدئة وتفهم مخاوف جميع مكوناته. وعلى القيادات طمأنة بكركي والمسيحيين والخوف من تغيير هوية لبنان في ظل غياب رئيس للجمهورية. وهنا يبرز دور الرئيس بري وقدرته على طمأنة المسيحيين وإرساء التوازن والاستقرار في ظل التحديات الراهنة.