تلاحم وطني لإعادة الأوضاع إلى طبيعتها في المحافظات المتأثرة بالحالة الجوية

الجهود المشتركة لإعادة الأوضاع إلى طبيعتها

بفضل الجهود الحكومية والمدنية، عادت الأوضاع إلى طبيعتها تدريجيًا في المحافظات العمانية المتضررة من السيول الجارفة التي تسببت بها الأمطار الغزيرة الناتجة عن منخفض «المطير».

خلال الإجازة الأسبوعية (الجمعة والسبت)، شهدت المحافظات المتضررة تكاتفًا مؤسسيًا ومجتمعيًا وتلاحمًا بين الجهات المدنية والعسكرية والمواطنين لإعادة الخدمات وتقديم الدعم والمساعدة للمتضررين.

عودة الطلاب إلى مدارسهم وعودة النازحين إلى منازلهم

استأنف الطلاب والمعلمون والإداريون في جميع مدارس سلطنة عمان اليوم الدراسة، باستثناء مدرستي وادي السيل وقلعة العلم في ولاية محوت بمحافظة الوسطى، اللتين لا تزالان مركزين للإيواء. وقد عاد جميع النازحين إلى مراكز الإيواء إلى منازلهم في معظم المحافظات المتضررة، بينما لا يزال بعض الأهالي في محافظة الوسطى مراكز الإيواء ومن المتوقع عودتهم إلى منازلهم اليوم. كما نجحت جهود إعادة وفتح الطرق، وعادت الخدمات الأساسية في المياه والصرف الصحي إلى طبيعتها في معظم المحافظات.

تقديم المساعدات للمتضررين

صرح سعادة الشيخ راشد بن أحمد الشامسي، وكيل وزارة التنمية الاجتماعية، أن الفرق الميدانية التابعة للوزارة انتشرت في جميع المحافظات والولايات المتضررة لحصر وتقييم الأضرار وتوفير المساعدات المالية لتمكين المتضررين من إصلاح منازلهم والمرافق المتأثرة.

وأضاف سعادته أن جميع من كانوا في مراكز الإيواء عادوا إلى منازلهم، باستثناء سكان محافظة الوسطى الذين من المتوقع مغادرتهم مراكز الإيواء خلال اليومين المقبلين. وأشار إلى أن عدد مراكز الإيواء التي تم تنشيطها خلال منخفض «المطير» بلغ 18 مركزًا استقبلت 1400 شخص، بينهم 1132 مواطنًا و322 مقيمًا.

استعدادات القطاعات المختلفة لمواجهة الأزمات

في مجال الصحة، أكد الدكتور محمد بن سيف البوصافي، منسق قطاع الاستجابة الطبية والصحة العامة، أن القطاع لم يتأثر بشكل كبير خلال منخفض «المطير» وذلك بفضل الاستعدادات التي تم اتخاذها قبل تأثيرات الحالة.

وفي قطاع النقل والمواصلات، أكد المهندس يوسف بن عبدالله المجيني، مدير دائرة إنشاء الطرق بوزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، أن الفرق الميدانية بالتعاون مع وزارة الدفاع وشرطة عمان السلطانية نجحت في فتح جميع الطرق المتأثرة بالسيول، وتواصل العمل على صيانة وإعادة بعض الطرق المتبقية وإزالة المخلفات والأتربة منها.

كما واصلت الخدمات الهندسية بوزارة الدفاع مع باقي المؤسسات الحكومية جهودها لإحتواء الآثار المترتبة على الحالة الجوية، من خلال تقديم الدعم الفني لصيانة الطرق المتأثرة وتأهيلها في عدة محافظات.

وقد نجحت شركة نماء لخدمات المياه في الحفاظ على استمرارية إمدادات المياه الصالحة للشرب للمشتركين وعدم تأثر الخدمة وانقطاعها خلال منخفض المطير، رغم تأثر بعض شبكات توزيع المياه وخطوط المياه الرئيسة بسبب الحالة الجوية.

تضافر الجهود المجتمعية

ساهم أبناء الولايات المتأثرة بتضافر جهودهم مع الجهات المؤسسية لإعادة الأوضاع إلى طبيعتها. فقد انتشرت الفرق التطوعية في الولايات للمساعدة في إزالة بقايا الطمي ونقل المخلفات من المنازل المتأثرة والطرق والمؤسسات التجارية. كما تجند الأهالي لمساندة بعضهم البعض وإيصال المساعدات الغذائية والمؤن وغيرها من الاحتياجات.