تفعيل «ميتا» خدمة الذكاء الاصطناعي يثير مخاوف الناشرين
مخاوف الناشرين بشأن تقنية الذكاء الاصطناعي الجديدة لميتا
أثار إطلاق شركة ميتا الأمريكية العملاقة لأداة الذكاء الاصطناعي التوليدي عبر جميع تطبيقاتها، بما في ذلك فيسبوك وإنستغرام وواتساب، مخاوف لدى الناشرين بشأن تقليل وصول المستخدمين إلى الأخبار. إذ توفر الخدمة الجديدة اختصارًا للخبر دون الحاجة إلى النقر فوق الرابط الأصلي، مما قد يؤدي إلى انخفاض عدد الزيارات لمواقع الأخبار.
علاوة على ذلك، أبدى بعض الخبراء قلقهم من نية ميتا التراجع عن دعم الأخبار، بينما يرى آخرون أن الأداة الجديدة يمكن أن تكون "فرصة إيجابية" لصناع الإعلام والصحافة إذا تم استخدامها لتحسين جودة المحتوى.
تأثير تقنية الذكاء الاصطناعي على الصحافة
يأتي إطلاق أداة ميتا للذكاء الاصطناعي في خضم منافسة محتدمة بين شركات التكنولوجيا الكبرى، مثل ChatGPT و جيميني وبينغ. وتتنافس هذه الشركات على جذب المستخدمين والحصول على أكبر قدر ممكن من البيانات.
بينما يؤدي الذكاء الاصطناعي التوليدي إلى تقدم كبير، فقد أثار أيضًا مخاوف بشأن موثوقية المعلومات المنشأة بواسطة الذكاء الاصطناعي. وقد حذر مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، من أن مساعد الذكاء الاصطناعي للشركة يميل إلى ارتكاب الأخطاء ويجب استخدامه لأغراض الترفيه وليس لجمع المعلومات الدقيقة.
مخاوف بشأن استخدام الذكاء الاصطناعي في ميتا
أعرب أمير جمعة، منتج وسائل التواصل الاجتماعي في اقتصاد الشرق مع بلومبرغ، عن مخاوفه بشأن إتاحة مساعد ميتا للذكاء الاصطناعي على نطاق واسع دون قيود. وأشار إلى أن حجم مستخدمي تطبيقات ميتا يجعلها أداة قوية ويمكن أن تؤثر على سلوك المستخدمين.
كما سلط جمعة الضوء على الاعتماد الشديد لشركة ميتا على الإعلانات كمصدر رئيسي للدخل. وذكر أن أداة الذكاء الاصطناعي الجديدة يمكن أن توفر المزيد من بيانات المستخدمين للشركة، مما يسمح لها بتقديم إعلانات أكثر استهدافًا.
وفقًا لبيان مالي صادر عن شركة ميتا، شهدت الشركة زيادة في الإيرادات بنسبة 27٪ مقارنة بالعام الماضي، مع استمرار الإعلانات في تقديم الغالبية العظمى من دخلها. وتتوقع الشركة زيادة أخرى في الإيرادات بعد إطلاق أداة الذكاء الاصطناعي.
في حين يمكن لأداة الذكاء الاصطناعي تسهيل الوصول إلى المعلومات، إلا أن جمعة يرى أن دور الصحافة لا يزال حاسمًا كمصدر موثوق للأخبار. ويعتقد أن الذكاء الاصطناعي التوليدي سيكون له تأثير كبير على وسائل الإعلام، وأن على الناشرين استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لتحسين جودة صحافتهم وليس استبدالها.
ضرورة التشريعات والتوعية
شدد الخبراء على أهمية التدريب والتوعية للصحفيين للحد من التأثير السلبي للذكاء الاصطناعي على العمل الصحفي. كما دعاوا إلى وضع تشريعات ولوائح تنظيمية تضمن استخدام الذكاء الاصطناعي بحذر وحماية خصوصية المستخدمين وحقوق الملكية ومكافحة التحيز.
وفقًا لخالد أبو إبراهيم، وهو خبير تقني سعودي، فإن التعاون الدولي ضروري لتطوير معايير الاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي في صناعة الإعلام. وشدد على الحاجة إلى ميثاق دولي لحماية صناعة الإعلام وضمان الالتزام بمبادئ وقواعد المسؤولية الأخلاقية في استخدام الذكاء الاصطناعي.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً