تفاقم المديونية وضعف الادخار .. المناسبات الاستهلاكية تستنزف الأسر المغربية

الأسر المغربية تواجه تحديات مالية صعبة بسبب المناسبات الاستهلاكية القادمة

بسبب الضغوط المالية الناتجة عن المناسبات الاستهلاكية المتقاربة، مثل عيد الأضحى والتسجيل في المدارس الخاصة وبداية موسم العطلات الصيفية، تواجه الأسر المغربية، وخاصة تلك المصنفة ضمن الطبقة المتوسطة، أعباءً مالية كبيرة.

وتُظهر الإحصائيات الأخيرة تفاقم مديونية الأسر، حيث حصلت على قروض بنكية بلغت قيمتها 385.1 مليار درهم حتى فبراير الماضي، منها 57.5 مليار درهم قروض استهلاكية. ويعكس هذا الاعتماد المتزايد على الاقتراض لتمويل الاستهلاك، على الرغم من ارتفاع معدلات الفائدة لدى البنوك.

وتتزايد المنافسة بين البنوك وشركات الإقراض لجذب العملاء مع اقتراب عيد الأضحى، من خلال تقديم قروض استهلاكية تتراوح قيمتها بين 10 آلاف و30 ألف درهم، مستحقة السداد على مدى لا يتجاوز ثلاث سنوات. وقد أدى ذلك إلى ارتفاع قيمة القروض المتعثرة بذمة الأسر لدى البنوك، والتي بلغت 38.8 مليار درهم حتى فبراير الماضي، بزيادة نسبتها 5.2% على أساس سنوي.

ارتفاع تكاليف المعيشة يؤدي إلى ضعف الادخار

كشفت المندوبية السامية للتخطيط عن ارتفاع نسبة الأسر التي صرحت بتدهور مستوى معيشتها خلال الـ 12 شهرًا الماضية إلى 82.5% خلال الربع الأول من العام الجاري. وتوقعت الأغلبية استمرار تدهور مستوى معيشتها خلال الـ 12 شهرًا المقبلة.

وفي السياق ذاته، صرحت 55.9% من الأسر أن مداخيلها تغطي مصاريفها، بينما استنزفت 42.3% مدخراتها أو لجأت إلى الاقتراض. ولم يتجاوز معدل الأسر التي تمكنت من ادخار جزء من مداخيلها 1.8%.

ويشير هذا الضعف في الادخار إلى أن الأسر المغربية تواجه صعوبة في مواجهة التكاليف الاستهلاكية المتزايدة بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة، مثل التعليم والرعاية الصحية والإسكان.

سياسات حكومية لدعم الأسر والطبقة المتوسطة

على الرغم من هذه التحديات، اتخذت الحكومة تدابير تحفيزية مثل مراجعة ضريبة الدخل اعتبارًا من يناير 2025. وتهدف هذه التدابير إلى تخفيف الضغط المالي على الأسر، لكنها قد لا تكون كافية لمعالجة القضايا الهيكلية المتعلقة بالمديونية وضعف الادخار.

وتشير التوقعات إلى انخفاض معدلات التضخم في العام المقبل، إلى جانب سياسات حكومية لدعم الأسر والطبقة المتوسطة. إلا أنه من المهم أن تتخذ الأسر خطوات استباقية لخفض نفقاتها غير الضرورية وتعزيز مدخراتها للاستعداد للتحديات المالية المستقبلية.