تأسيس مدرسة الفنون الجميلة.. من أين جاءت فكرة الإنشاء؟
إنشاء مدرسة الفنون الجميلة: فكرة عريقة وتطور مستمر
في عالم الفنون التشكيلية بمصر، كان عام 1908 بمثابة علامة فارقة بانطلاق مدرسة الفنون الجميلة، أولى المدارس المتخصصة في هذا المجال. كان هذا الحدث محصلة لتاريخ طويل من الأفكار والجهود التي امتدت عبر قرون.
أصول الفكرة: من الحملة الفرنسية إلى محمد علي
يعود تاريخ فكرة إنشاء مدرسة للفنون الجميلة في مصر إلى غزو الحملة الفرنسية بقيادة نابليون بونابرت، حيث اقترح علماء الآثار المرافقون الحاجة إلى فنانين متخصصين لرسم الآثار المصرية بدقة، وهو ما لم يتحقق حينها بسبب فشل الحملة. أما في عهد محمد علي باشا، فعلى الرغم من اعتماده على الخبرات الفرنسية في إنشاء المدارس العليا، إلا أنه لم يُول اهتمامًا بفكرة مدرسة للفنون الجميلة.
تأثير الثقافة الغربية واهتمام النخبة
مع انفتاح مصر على أوروبا في القرن التاسع عشر، انتقلت إليها تأثيرات الثقافة الغربية في مختلف المجالات، بما في ذلك الفن. بدأ بعض الأمراء والأغنياء المصريين الاهتمام باقتناء اللوحات الزيتية للفنانين الغربيين، وعلى رأسهم المستشرقون الفرنسيون. كان محمد محمود خليل من أبرز هؤلاء المهتمين، حيث امتلك مجموعة كبيرة من الأعمال الفنية الأوروبية.
تأسيس المدرسة: من فكرة إلى واقع
في 12 مايو 1908، تحولت فكرة مدرسة الفنون الجميلة إلى حقيقة ملموسة على يد الأمير يوسف كمال، الذي أسسها في شارع درب الجماميز. بدأت المدرسة تحت إشراف الجامعة المصرية الأهلية، ثم انتقلت في عام 1910 إلى إدارة التعليم الفني التابعة لوزارة التعليم. منذ ذلك الحين، شهدت المدرسة تطورًا مستمرًا، توسعًا في الأقسام والتقنيات الفنية، وجذبًا للأساتذة والفنانين المرموقين.
تأثير المدرسة ومساهمتها
خلال تاريخها العريق، تخرجت من مدرسة الفنون الجميلة أجيال من الفنانين الموهوبين الذين تركوا بصمتهم على الساحة الفنية المصرية والعالمية. تأثرت أعمالهم بالتراث الثقافي العربي والمصري، مع تبنيهم في الوقت ذاته أساليب وتقنيات حديثة، ما أثرى المشهد الفني المصري وأسهم في تقدمه وازدهاره.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً