"بيع الحصص".. كيف تتسرب مقاعد الحج إلى أشخاص "خارج قوائم الأسماء" مقابل الاف الدولارات؟ - عاجل

مقاعد خارج قوائم الأسماء مقابل آلاف الدولارات

في كل موسم للحج، تطفو على السطح معلومات عن وجود مقاعد حج تُباع بشكل غير قانوني إلى أفراد متنفذين أو تجار، على الرغم من نفي هيئة الحج والعمرة لهذه المزاعم بشكل متكرر. ومع ذلك، فإن هذه المقاعد قد "تتسرب" ليس من الهيئة المسؤولة، وإنما من الحاصلين على المقاعد والفائزين بها.

أكد مصدر مطلع أن بعض الشخصيات المتنفذة والسياسيين تمكنوا من الحصول على مقاعد حج من حصة العراق مقابل مبلغ 15000 دولار للمقعد الواحد. إلا أن هيئة الحج والعمرة سارعت بنفي هذه المزاعم، وأكدت أن "الأنباء التي تتحدث عن منح الهيئة العليا للحج والعمرة عدداً من مقاعد الحج لشخصيات سياسية وغيرها غير صحيحة على الإطلاق".

في هذا الصدد، شدد المتحدث باسم الهيئة، حسن الكناني، على أن "الهيئة لم تمنح أي مقعد لأي شخصية سياسية أو غيرها، والمقاعد وزعت وفق القرعة دون تمييز بين شخص وآخر". وحذر الكناني المواطنين من التعامل مع الشركات التي تقدم ما يسمى بـ"الحج التجاري"، مؤكداً أنها عمليات نصب واحتيال تتم محاربتها والإبلاغ عن مرتكبيها.

تسرب الحصص من المستفيدين النهائيين

على الرغم من نفي الهيئة توزيع المقاعد خارج القرعة، إلا أن هذا لا يعني بالضرورة أن جميع المقاعد قد ذهبت بالفعل إلى أصحابها الأصليين. ففي العام الماضي، اعترفت هيئة الشهداء والسجناء السياسيين ببيع جزء من حصتها المخصصة لذوي الشهداء والسجناء، مبررة ذلك بحاجة الهيئة إلى الأموال لإنفاقها على المستفيدين بسبب ضعف التمويل.

ويبلغ عدد مقاعد الحج المخصصة للعراق هذا العام أكثر من 33 ألف مقعد، يتم تخصيص نسبة منها للهيئة العامة لشؤون الشهداء والسجناء السياسيين، والتي قدرت العام الماضي بحوالي 4 آلاف مقعد. وأفادت الهيئة بأنها باعت 3% فقط من حصتها، أي ما يقرب من 150 مقعداً تم بيعها.

أنواع حج غير قانونية: حج المجاملة والحج التجاري

إلى جانب بيع المقاعد المخصصة، هناك نوعان آخران من الحج غير القانوني: حج المجاملة والحج التجاري. فحج المجاملة هو مقاعد تخصصها المملكة العربية السعودية لبعض الشخصيات السياسية في بعض الدول، وحصل العديد من السياسيين العراقيين بالفعل على فرصة "حج المجاملة"، وهي مقاعد تقع خارج حصة العراق.

أما الحج التجاري فهو نوع آخر من الحج غير القانوني، تقوم به بعض الشركات ببيع المقاعد مقابل مبالغ تزيد عن 11 ألف دولار، مقارنة بتكلفة الحج العادية التي تبلغ حوالي 5 آلاف دولار.