بوتقة انصهار للوجبات الشهية.. تعتبر مصورة محطات الوقود هذه "جواهر مخفية" في الجنوب الأمريكي

محطات الوقود: ملاذات الطعام الخفية في جنوب أمريكا

قبل عقدين، اكتشفت المصورة الصحفية كيت ميدلي، أثناء دراستها في أكسفورد بولاية ميسيسيبي، غموض محطات الوقود التي تقدم وجبات لذيذة مخفية عن الأنظار، مثل وجبات هندية منزلية الصنع تقدمها للعالمين فقط.

لقد أدركت ميدلي أن هذه المساحات أكثر من مجرد محطات وقود وبقالات، إنها شرايين الحياة لتناول الطعام في المناطق الحضرية والريفية على حد سواء. وبينما تقدم العديد منها سلعًا وخدمات أساسية مثل القهوة والسندويشات، يقدم البعض الآخر مفاجآت غير متوقعة، مثل حساء سرطان البحر والتمالي والأطباق المشوية.

جوهر الثقافة الجنوبية

أشارت ميدلي إلى أن هذه المحطات غالبًا ما يتم التغاضي عنها، إلا أنها يمكن أن تكون شريان حياة للمجتمعات التي تخدمها، بالإضافة إلى كونها فرصة للأشخاص لتحقيق الحلم الأمريكي. وأفاد معهد السياسة المالية في عام 2013 أن 61٪ من جميع محطات تزويد الوقود في الولايات المتحدة مملوكة بشكل مستقل للمهاجرين.

وقد قضت ميدلي عقدًا من الزمن في توثيق هذه المحطات أثناء السفر براً عبر جنوب أمريكا. وقالت: "ثمة نوع من الغموض في هذه المساحات". "عندما تقترب منها، وتفتح الباب الزجاجي الصغير، وتسمع رنين الجرس، يخطر لك سؤال حول ما الذي سيكون في الداخل؟ ومن سيكون هناك؟ وماذا يوجد على قائمة الطعام في ذلك اليوم؟"

التكيف والمرونة

ومع ذلك، فإن بعض هذه الأعمال تواجه تحديات، خاصة في المناطق الريفية حيث انخفض عدد السكان. وقالت ميدلي إنه في إحدى المحطات في إلين بولاية أركنساس، توقف عمل مضخات الوقود وأصبحت أرفف البقالة فارغة. وقام مزارع محلي بشراء المساحة لتقديم وجبات ساخنة لعمال المزارع، الذين كانوا يوفرون له دخلًا ثابتًا.

لكن حتى في ظل هذه التحديات، أظهرت هذه الأعمال قدرتها على التكيف. فقد وجدت ميدلي أن العديد منها خضع للتغيير، مثل تحول بعضها إلى ملاهي ليلية صغيرة أو شركات لتجفيف اللحوم.

وقالت ميدلي "أشعر بالتفاؤل لأنها تستمر في الظهور، لا أعتقد أن هذه الأماكن ستختفي". وأضافت أنها على ثقة بأن هذه المباني "ستستمر ورواد الأعمال سيستمرون في إيجاد طرق لجعلها ناجحة"، حتى في مواجهة التقدم التكنولوجي في عالم السيارات.