بنكراد يفكك ملامح "العبودية الجديدة"
العصر الرقمي: هل هو تحرير أم قيود؟
حذر السيميائي سعيد بنكراد من المخاطر الكامنة في توجيه الفرد في العصر الرقمي، مشيرًا إلى أن سيطرة الفضاء الرقمي لا تقل خطورة عن توجيه السلطة قبل ظهور مواقع التواصل الاجتماعي.
استشراف الوجه الخفي للعالم الرقمي
أكد بنكراد خلال لقاء حول موضوع "الرقمي بين الحرية والعبودية الجديدة" أن الاعتقاد بأن العالم الرقمي يوفر الحرية أمر خاطئ. وقال إن الشباب الذين يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي ليسوا أحرارًا حقًا. فكل شيء داخل هذا الفضاء محسوب بدقة، ويراقب المستخدمون عن طريق برامج توجيهية.
وذهب بنكراد إلى أبعد من ذلك، موضحًا أن التوجيه في العالم الافتراضي أكثر خطورة من التوجيه التقليدي. فقد كانت السلطة القديمة تراقب في الأماكن العامة فقط، أما الآن، فإن مراقبة المستخدمين تمتد إلى أفكارهم وميولهم الخفية.
العبودية الطوعية في مواقع التواصل الاجتماعي
وصف بنكراد الخضوع الذي يتعرض له مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي بـ "العبودية الطوعية". عند دخولك إلى هذه المنصات، تتخلى عن أدواتك النقدية وتمنحها حق الوصول إلى بياناتك الشخصية لبيعها للشركات والمخابرات. وبالتالي تصبح منتجًا لا عميلاً.
آثار سلبية للإنترنت والذكاء الاصطناعي
على الرغم من أن العالم الرقمي يعد ثورة هائلة، إلا أن بنكراد يرى أن للإنترنت جوانب سلبية عديدة، خاصة إذا لم يستخدم المستخدمون توجيهات آمنة. وأشار إلى الذكاء الاصطناعي باعتباره أداة قوية للمساعدة في حل المشكلات في مجالات مختلفة، إلا أنه يرى أنه قد يهدد العلوم الإنسانية بتقليل الاعتماد على التفكير.
كما لاحظ بنكراد أن قاموس الطلاب في تناقص مستمر بسبب قلة القراءة وزيادة الاعتماد على الصور. وخلص بنكراد إلى أن ظهور السيبرانية، التي تهدف إلى التحكم في الآلات والبشر، لم يكن بغرض تسهيل حياة الناس، بل كان لتحويلهم إلى مستهلكين مطيعين لا يفعلون شيئًا سوى استهلاك المنتجات التي يتم إنتاجها.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً