بلقزيز "رمزا للثقافة العربية".. مفكرون: فيلسوف ناقد وجسر المغرب والمشرق
![بلقزيز "رمزا للثقافة العربية".. مفكرون: فيلسوف ناقد وجسر المغرب والمشرق بلقزيز "رمزا للثقافة العربية".. مفكرون: فيلسوف ناقد وجسر المغرب والمشرق](https://img.3agel.news/mnWvUGe2opVqsHP96zXa2P4oH9SZhFOa61gSJRI1dUI/rs:fill:800:450:1:1/bG9jYWw/6Ly8vc3/RvcmFnZ/S9pbWFn/ZXMvQTB/aMnA4TW/d2blBjc/2ZaR3l1/elhrQnZ/xc2NCMT/UyQUpFM/XFBbGJv/Zi53ZWJ/w.webp)
مقدمة
أعلنت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "ألكسو" عن تكريم المفكر والأكاديمي المغربي عبد الإله بلقزيز كـ "رمز للثقافة العربية" ضمن برنامج "رموز الثقافة العربية" الذي سبق أن كرّم الشاعر الفلسطيني محمود درويش والفنانة اللبنانية فيروز.
بلقزيز: مفكر ناقد وجسر بين المغرب والمشرق
وصف المنظر السياسي محمد الحبيب الطالب بلقزيز بأنه "مثقف عضوي" وفق رؤية المفكر أنطونيو غرامشي، وبيّن أن أعماله تسعى للتوفيق بين مبادئ الحداثة والواقع التاريخي العربي الإسلامي، متناولاً قراءة التراث والدولة وبناء الديمقراطية وفق منهجية حداثية مع مراعاة الواقع التاريخي.
أما الأكاديمي والأديب مبارك ربيع، فقد اعتبر بلقزيز "علماً من أعلام الثقافة المغربية المعاصرة"، واصفاً إياه بـ "الفيلسوف الدارس والمدرس للفلسفة"، مشيراً إلى حضوره الثقافي القوي في المغرب والمشرق، وتميزه بفكر نقدي جلي في تناوله التراث والثقافة المغربية والعربية، وحرصه على تحقيق النهضة الحضارية والثقافية للمنطقة العربية.
بلقزيز: سمو عن الابتذال
في شهادتها عن بلقزيز، استحضرت أستاذة الفلسفة ابتسام براج ذكرياتها كطالبة، مشيدة بمستوى محاضراته الرفيع الذي تميز بالفخامة والتماسك الفكري، مؤكدةً على إلمامه الواسع بالمصادر وتوثيق أفكاره بالمراجع الدقيقة.
وذكرت براج أن بلقزيز تخصص عند قارئيه في العالم العربي في إشكالية الدولة والسلطة والحداثة في الفكر العربي، بينما كان عند طلبته متخصصاً في "كل ما درّس"، ووصفته بأنه "متحف للفلسفة" لما يحمله من معرفة واسعة في هذا المجال.
بلقزيز: الثقافة العربية تحتفي بمثقفها
أكد أستاذ الفلسفة السياسية نبيل فازيو على أن تكريم بلقزيز ليس مستغرباً بالنظر إلى مكانته في الثقافة العربية المعاصرة، مشيراً إلى مساهماته الجليلة في تطوير منظور نقدي للثقافة العربية المعاصرة، متناولاً قضايا الحداثة والإصلاح والنهضة والسلطة والديمقراطية والعولمة.
ووصف فازيو كتابات بلقزيز بأنها "ليست وليدة الصدفة" بل نتاج هموم شغلته طويلاً، اتخذ في تناولها تصوراً مسبقاً ونفساً نقدياً فريدين، مؤكداً أن قيمة هذه الكتابات تكمن في تطوير منظور نقدي تجاوز المنظور التقليدي السائد في الدراسات العربية.
بلقزيز: ناقد الذات المسكون بوطنه وأمته
إلى جانب دوره كمفكر وباحث، برز بلقزيز كواحد من أبرز المثقفين العرب المعاصرين، كتب مئات المقالات عن الشأن العربي الراهن، ومارس نقداً ذاتياً للثقافة العربية، مدافعاً عنها في الوقت ذاته ضد أي تشويه أو هجوم.
ووصفه فازيو بأنه "صورة مشرقة على حضور المثقف في سياق عربي يوحي بموت المثقفين واحتضار الثقافة".
بلقزيز: حضور مميز في التدريس والإبداع
أشاد فازيو بدور بلقزيز كأستاذ، حيث عرف عنه الدقة والصرامة في محاضراته، وكان نموذجاً للموسوعية وحمل همّ المعرفة والاهتمام بتكوين الطلبة، وأدخل حقولاً معرفية جديدة كالإسلاميات النقدية والاستشراق الحديث إلى قاعات الدرس الفلسفي.
كما أشار فازيو إلى إبداع بلقزيز الأدبي المتميز، ووصفه بأنه "أحد أبرز رموز الإبداع الأدبي في العالم العربي"، مؤكداً أن إبداعاته ليست منفصلة عن همومه الفكرية، لكنه يحمل فيها طموحاً أقوى يتمثل في "السير مع اللغة العربية إلى أبعد آفاقها"، وفي هذا الفعل تحدٍّ للواقع ومسعى لتحويل الألم إلى أمل والفشل إلى رجاء.
خاتمة
يعتبر المفكر والأكاديمي عبد الإله بلقزيز من أبرز الشخصيات الثقافية العربية المعاصرة، وقد كرّمه التتويج من قبل المنظمة العربية "ألكسو" كـ "رمز للثقافة العربية" تقديراً لجهوده المتميزة في الفكر والنقد الأدبي والإبداع، حيث يعد جسرًا ثقافيًا مهمًا بين المشرق والمغرب.
وبتمسكه بالنقد الذاتي، واهتمامه بتطوير منهجية نقدية للثقافة العربية، واحتفائه بالإبداع الأدبي المتميز، يواصل بلقزيز إثراء الساحة الثقافية العربية وتقديم إسهامات قيمة في سبيل تحقيق النهضة الفكرية والحضارية للعالم العربي.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً