بلدة يابانية تكافح السياح بحجب إطلالة شهيرة لجبل فوجي بستارٍ أسود
الستار الأسود يحجب منظر جبل فوجي
في مسعى لمواجهة تدفق السياح الهائل، لجأت بلدة فوجيكاواجوتشيكو اليابانية إلى حجب منظر جبل فوجي الشهير بستار عملاق أسود اللون. جاء هذا القرار بعد أن حظيت المنطقة بشعبية كبيرة على منصات التواصل الاجتماعي، وخاصةً إنستغرام.
صرح مسؤول محلي لشبكة CNN في شهر مايو، عندما قرر مجلس البلدة حجب منظر جبل فوجي الأكثر شهرة بستار أسود يبلغ طوله 20 مترًا، قائلاً: "إنه لأمر مؤسف أن نضطر إلى اتخاذ مثل هذا الإجراء". أصبحت البلدة الصغيرة في محافظة ياماناشي مثار جدل دولي كبير في الأسابيع الأخيرة.
تحولت زاوية محددة في بلدة فوجيكاواجوتشيكو، تقع عند سفح جبل فوجي، بالقرب من نقطة بداية إحدى المسارات الأكثر استخدامًا لصعود الجبل، إلى بقعةٍ شهيرة جدًا بين الزوار لدرجة أنها تسببت بمشاكل للسكان المحليين. تفاقم الوضع لدرجة أن الشركات غير المرتبطة بالقطاع السياحي أبدت رأيها تجاه المشكلة أيضًا.
فعلى سبيل المثال، عانت عيادة "إبيشي" لطب الأسنان، الواقعة في المبنى المجاور لمكان التصوير، من مضايقات السياح على موظفيها ومرضاها. وذكر بيان صادر عن العيادة أن "هناك سلسلة من الأنشطة غير القانونية المزعجة مثل رمي القمامة، والتعدي على المباني، والتدخين، وتناول الطعام في موقف السيارات، أو تحت أسطح المنازل الخاصة، والتعدي على الأسطح، ما أدى إلى استدعاء الشرطة في الكثير من الأحيان".
وأضاف البيان أن "مكان التصوير بات يجذب تيارًا مستمرًا من الأجانب من الصباح الباكر وحتى وقتٍ متأخر من الليل". أكّدت العيادة أنها كانت ضمن الشركات التي طلبت من مسؤولي فوجيكاواجوتشيكو التعامل مع المشكلة.
مشكلة السياحة المفرطة في اليابان
منذ إعادة البلاد فتح أبوابها بعد جائحة كوفيد-19، اجتاح السياح اليابان ومناطق الجذب الأكثر شعبية فيها. ففي الفترة بين مارس وأبريل من عام 2024، زار اليابان أكثر من 3 ملايين شخص، ويبدو أن هذا الاتجاه المحطم للأرقام القياسية مستمر، مع تخطيط السياح من أمريكا الشمالية وأوروبا لقضاء عطلاتهم الصيفية في البلاد.
تقع الزاوية التي يحب السياح التقاط الصور فيها لجبل فوجي أمام إحدى المتاجر الصغيرة، حيث يقف الأشخاص في الشارع للحصول على أفضل صورة. لا يقضي غالبية الزوار ليلة في فوجيكاواجوتشيكو، إذ يفضلون زيارتها في رحلة نهارية، والإقامة في طوكيو الأكثر ازدحامًا ليلاً. وهذا يعني عدم تدفق الأموال، من تذاكر الدخول، أو تذاكر المتاحف، أو رسوم الفنادق، لموازنة الأضرار التي يتسبب بها آلاف الزوار.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً