بعد هروبه سرًا من إيران.. المخرج الإيراني رسولوف يعرض "بذرة التين المقدس" في كان

هروب مثير عبر الحدود: وصول المخرج محمد رسولوف إلى مهرجان كان

بعد رحلة دراماتيكية على الأقدام عبر الحدود الإيرانية، وصل المخرج الإيراني الشهير محمد رسولوف إلى كان لعرض فيلمه "بذرة التين المقدس" في قسم المسابقة الرسمية. قبيل أيام من العرض الأول لفيلمه، حُكم على رسولوف بالسجن ثماني سنوات والجلد بتهمة ارتكاب جرائم تتعلق بالأمن القومي، وهي ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها لمضايقات من السلطات الإيرانية.

مسيرة حافلة بالملاحقات: حظر أفلام وإدانات

على مدار أعوام، تعرض رسولوف لأحكام بالسجن وقيود على السفر وحظر أفلامه. في عام 2020، فاز بجائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين السينمائي الدولي عن فيلمه "لا يوجد شر"، كما حصل على جائزة قسم "نظرة ما" في مهرجان كان السينمائي عام 2018 عن فيلم "رجل نزيه". ويؤكد رسولوف أن الحكم الأخير ضده محاولة للضغط على مهرجان كان ومنعه من عرض فيلمه.

"بذرة التين المقدس": فيلم يتصدى للاحتجاجات وأحكام النظام القضائي

يعالج فيلم "بذرة التين المقدس" أحداث الاحتجاجات التي شهدتها إيران في عام 2022، ويستخدم لقطات حقيقية خضعت للرقابة من قبل الحكومة الإيرانية. يتابع الفيلم عائلة مكونة من أربعة أفراد ودورها في الاضطرابات السياسية، حيث يواجه الأب، وهو قاضٍ، ضغوطًا للموافقة على الأحكام القاسية ضد المتظاهرين، ما يثير الشكوك لدى زوجته وبناته.

رسالة أمل وتفاؤل: ثقة في التغيير من الداخل

رغم مضايقاته المستمرة، لا يزال رسولوف متفائلًا بعودة محتملة إلى وطنه، مؤكدًا أن "هذا الوضع لا يمكن أن يستمر طويلاً في إيران". ويعتقد أن التغيير الحقيقي سيأتي "من الداخل، من داخل هذه العائلات".

رحلة إنتاج محفوفة بالمخاطر: طاقم يهرب وجهات استجواب

صُور فيلم "بذرة التين المقدس" سرًا في إيران مع طاقم صغير. وانضم إلى رسولوف في رحلة الهروب بعض الممثلين، بينما تم استجواب وإخضاع عائلات آخرين للاستجواب بسبب دورهم في إنتاج الفيلم.

مشاريع قادمة: أفلام رسوم متحركة وتركيز على الرواية الإيرانية

بدأ رسولوف العمل بالفعل على مشروعه القادم، وهو فيلم رسوم متحركة عن كاتب إيراني معاصر. ويرى أن صناعة الأفلام "هي طريقتي للبقاء على قيد الحياة والاستمرار في حياتي"، ويؤكد عزمه على مواصلة سرد القصص الإيرانية، وإن كان من خارج حدود وطنه مؤقتًا.