بعد حماس وحزب الله.. الحوثيون يواصلون حفر الأنفاق وبناء المنشآت العسكرية تحت الأرض تحسبا لأي هجوم

الحوثيون يحفرون شبكة واسعة من الأنفاق تحت الأرض

بناءً على صور الأقمار الصناعية التي حللها المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، يقوم الحوثيون بنشاط بحفر وبناء منشآت عسكرية كبيرة تحت الأرض قد تعزز بشكل كبير قدراتهم الدفاعية في حالة اندلاع صراع في المستقبل.

وذكرت صور الأقمار الصناعية أن الجماعة، التي تسيطر على معظم أنحاء اليمن وتستهدف الشحن الدولي في البحر الأحمر، وسعت بشكل كبير منشآتها تحت الأرض. تكشف الصور عن وجود مركبات بناء في قاعدة الحفا ومجمع التلفزيون اليمني ودار الرئاسة السابقة ومنطقة تخزين عسكرية بالقرب من الدبر، بالإضافة إلى مسارات مركبات جديدة تؤدي إلى الأنفاق.

منشآت أكبر وأكثر تعقيدًا

بدأ الحوثيون في البداية باستخدام الكهوف والأنفاق الصغيرة كملاذ للاختباء والهجوم، لكنهم انتقلوا لاحقًا إلى استخدام منشآت أكبر وأكثر تعقيدًا تحت الأرض. بدأت فترة البناء الرئيسية في أواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين وتحديدًا في عام 2004 عندما بدأت الجماعة في تجديد المرافق السرية التي بناها الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح.

يُعتقد أن الحوثيين لم يكونوا أول من أدخل مفهوم المرافق تحت الأرض إلى اليمن. فقد قامت حكومة الرئيس الراحل صالح (1978-2012) ببناء مرافق كبيرة تحت الأرض، بعضها مرتبط بالمنشآت العسكرية والبعض الآخر كان مخصصًا لحماية المسؤولين والشخصيات المهمة.

استهداف المنشآت العسكرية السابقة

بعد سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء وأجزاء كبيرة من شمال اليمن في عامي 2014 و2015، بدأ تحالف بقيادة السعودية حملة جوية ضد الحوثيين وحلفائهم في مارس 2015. استهدفت المرافق العسكرية اليمنية السابقة التي تسيطر عليها جماعة الحوثيين بغارات جوية مكثفة خلال الحملة. ركزت الضربات بشكل خاص على مداخل العديد من المنشآت السرية تحت الأرض التي تعود إلى عهد صالح.

منشآت مرئية على نطاق واسع

على عكس حماس وحزب الله، اختار الحوثيون بناء منشآت كبيرة يمكن رؤيتها بسهولة في صور الأقمار الصناعية. تظهر صور الأقمار الصناعية ثلاثة مداخل لأنفاق واسعة يمكن أن تستوعب مركبات ثقيلة ومناطق بها أكوام كبيرة من مخلفات الحفر.

يرتبط نطاق المداخل بالتساؤلات حول ما إذا كانت هذه المرافق تحت الأرض الحديثة يمكن أن تستخدم في النهاية لإخفاء جزء من ترسانة الصواريخ الاستراتيجية والطائرات بدون طيار التي يمتلكها الحوثيون.