بشر العصر الحجري اعتمدوا طريقة إنهاك الطريدة حتى اصطيادها

قدرة التحمل البشري كأداة للصيد

خلال العصر الحجري القديم، وفّر التحمل، الذي يميز البشر، طريقة إضافية لاصطياد الفرائس. إذ أظهرت دراسة حديثة قائمة على تحليل العديد من الروايات الإثنوغرافية، والتي تم تجاهلها حتى الآن، أن التحمل كان أداة فعالة في الصيد.

الصيد بالمثابرة: استراتيجية فعالة

لاحظ علماء الإثنوغرافيا في بعض الروايات من القرن العشرين طريقة صيد أخرى تُسمى الصيد بالمثابرة، والتي تتضمن ملاحقة الفريسة حتى إنهاكها. على الرغم من أن الباحثين اعتبروا هذه التقنية هامشية ومحدودة في السابق، إلا أن الدراسة الأخيرة أظهرت عكس ذلك.

التكيف التطوري للتحمل

منذ حوالي 40 عامًا، افترض عالم الحيوان ديفيد كارير أن خاصية التحمل الاستثنائية لدى أسلاف البشر تطورت لتساعدهم على تبديد الحرارة الناتجة عن المجهود البدني. بالإضافة إلى ذلك، يتمتع البشر بطبقة رقيقة من الشعر، مما يسمح لهم بالتعرق بغزارة أثناء الجري. وعلى الرغم من أن سرعتهم متواضعة، إلا أنهم قادرون على الحفاظ على جهدهم لفترة أطول من الحيوانات الأخرى.

خصائص فسيولوجية داعمة

ومن الأمور الأخرى التي تدعم نظرية الصيد بالمثابرة، تركيبة ألياف العضلات لدى البشر، والتي تفضل التحمل أكثر من السرعة. علاوة على ذلك، تشير خصائص الأطراف السفلية البشرية إلى أن صفات التحمل لدى أسلاف الإنسان العاقل ظهرت قبل حوالي 1.8 مليون سنة.

أدلة إثنوغرافية شاملة

استندت الدراسة على مجموعة غير مسبوقة من المصادر الإثنوغرافية والتاريخية. إذ جمعت أكثر من 400 رواية من أكثر من 270 مكانًا حول العالم، من القطب الشمالي إلى تشيلي ومن أفريقيا إلى أوقيانوسيا.

بعض الأمثلة:

• رواية من هنود أمريكا الشمالية عام 1850 تصف صيدهم للأيائل عن طريق مطاردتها حتى الإرهاق باستخدام أحذية الثلج.
• تقرير من القرن السادس عشر عن الصيد الأصلي في كواويتيكانز، حيث يطاردون الغزلان "من الصباح إلى المساء" حتى يتم إنهاكها.
• قصة من بورنيو في منتصف القرن التاسع عشر تصف صيادين يستخدمون أساليب مماثلة.

الآثار التطورية

على الرغم من تجاهل علماء الإثنوغرافيا سابقًا للصيد بالمثابرة، فقد سلطت هذه الدراسة الضوء على دوره في تشكيل ضغط انتقائي على أسلاف الإنسان، مما أدى إلى تطورهم ليصبحوا عدائين مسافات طويلة قادرين على الصيد بفعالية باستخدام التحمل.