أي دور للمرأة في تحقيق العدالة المناخية؟
المرأة في قلب أزمة المناخ
إن أزمة المناخ لا تميز على أساس الجنس، لكن النساء والفتيات يتحملن عواقبها المدمرة بطرق عميقة وفريدة، خاصة في البلدان النامية والمجتمعات المهمشة. حيث تساهم أوجه عدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية القائمة في جعل النساء والفتيات أكثر عرضة لتأثيرات تغير المناخ، مما يعرض سبل عيشهن وحقوقهن الأساسية للخطر.
- بحلول عام 2050، من المتوقع زيادة عدد النساء والفتيات اللاتي يواجهن انعدام الأمن الغذائي بمقدار 236 مليون امرأة وفتاة، مقارنة بزيادة مقابلة قدرها 131 مليون رجل وصبي.
- وفقًا لأرقام عام 2022، يواجه نحو 2.4 مليار شخص انعدامًا متوسطًا أو شديدًا في الأمن الغذائي، ويمثل هؤلاء ربع سكان الكوكب، بنسبة 27.8٪ من النساء و25.4٪ من الرجال.
- تقع على عاتق النساء غالبًا مسؤولية تأمين الاحتياجات الأساسية للأسرة، مثل المياه والوقود والغذاء. وتؤدي الكوارث المتعلقة بالمناخ وندرة الموارد إلى زيادة هذا العبء، مما يترك لهن وقتًا وطاقة أقل لتحصيل العلم، وزيادة الدخل، وتعزيز فرصهن في القيادة.
تقاطع العنف القائم على النوع الاجتماعي وتغير المناخ
يتقاطع أزمة المناخ أيضًا مع العنف القائم على النوع الاجتماعي. حيث تظهر الدراسات وجود علاقة مباشرة بين الصعوبات المتعلقة بالمناخ وارتفاع معدلات العنف المنزلي والاعتداء الجنسي والممارسات الضارة مثل زواج القاصرات. ومع معاناة المجتمعات من فقدان سبل العيش والنزوح والاضطرابات الاجتماعية، تصبح النساء والفتيات أكثر عرضة للاستغلال والعنف.
المرأة: محرك التغيير في مواجهة تغير المناخ
على الرغم من نقاط الضعف غير المتناسبة التي تضغط على النساء، إلا أنهن يتمتعن بقدرة كبيرة على التغيير ولديهن القدرة على قيادة مسيرة الحلول المستدامة بفاعلية، وتعزيز القدرة على الصمود داخل مجتمعاتهن. كما تمتلك النساء ثروة من المعرفة التقليدية حول النظم البيئية، والممارسات الزراعية المستدامة، والاستعداد للكوارث، واحترام التوازن البيئي.
بناء القدرة على الصمود وتقديم حلول
- تلعب النساء دورًا حاسمًا في الاستعداد للكوارث والاستجابة لها، وتنظيم جهود الإغاثة، وتوفير الخدمات الأساسية، ودعم تعافي المجتمع.
- تمثل قيادتهن وشبكاتهن المجتمعية ضرورة لعدم تخلُف أحد عن الركب، وتعزيز التماسك الاجتماعي، وبناء مجتمعات أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ.
نحو عدالة مناخية نسوية
- يتطلب معالجة أزمة المناخ وتأثيراتها الجنسانية بشكل فعال نهجًا تحويليًا.
- يوفر إطار عمل العدالة المناخية النسوية، كما حددته هيئة الأمم المتحدة للمرأة، خريطة طريق شاملة تشمل أربع قضايا مترابطة هي الاعتراف وإعادة التوزيع والتمثيل وجبر الضرر.
- تتضمن العدالة المناخية النسوية ما يلي:
- الاعتراف بالخبرات والحقوق والمعارف المتنوعة للنساء والفتيات.
- التركيز على التوزيع العادل للموارد والفرص.
- تضمين أصوات النساء ووجهات نظرهن في صنع القرار المتعلق بالمناخ.
- جبر الضرر ومعالجة المظالم التاريخية والتعويض عن الخسائر والأضرار الناجمة عن تغير المناخ.
اتخاذ إجراءات جماعية نحو مستقبل عادل ومستدام
تتطلب رحلة العدالة المناخية النسوية عملاً جماعياً وجهدًا منسقًا من الحكومات ومنظمات المجتمع المدني والأفراد. ومن خلال الاعتراف بالمساهمات القيمة للنساء والفتيات وتبنّي مبادئ العدالة المناخية، يمكن تعزيز فرص المجتمع بأكمله في مواجهة تغير المناخ.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً