أوهام وأصنام المشهد الثقافي المصري الراهن
![أوهام وأصنام المشهد الثقافي المصري الراهن أوهام وأصنام المشهد الثقافي المصري الراهن](https://img.3agel.news/Gdms76KDuxaKaUiDWZdxyl-7BNFr5hLjyhDlq1uyrs8/rs:fill:800:450:1:1/bG9jYWw/6Ly8vc3/RvcmFnZ/S9pbWFn/ZXMvSlV/wRWY0aE/dLR2phQ/jloamdG/VEw0NWt/VMkdBM0/1QQmx2Y/0poUjdP/ZC53ZWJ/w.webp)
أوهام وأصنام المشهد الثقافي المصري
المقدمة
الوهم والصنم وجهان لعملة واحدة هي "الزيف" أو مخالفة الحقائق. وفي مجال الأدب، يؤثر هذا الوهم في الذائقة والوعي والسلوك. ويمثل مثال توفيق الحكيم وجمال عبد الناصر دليلاً على خطر الوهم الصنمي في هذا المجال.
أصنام أدبية معاصرة
من أبرز الأصنام الأدبية المعاصرة في مصر، الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي، الذي انقطع عنه الوحي الشعري. ورغم ذلك، لا يزال يدعي أنه صنم فريد وعصي على الزمن. ويتضح زيف هذا الوهم في موقف حجازي تجاه الشعر الحر، إذ رفضه في الماضي ويمارس الآن نفس الفعل مع شعراء قصيدة النثر. كما أنه يمجد في قصائده الاتحاد الاشتراكي العربي الذي اعترف عبد الناصر فيما بعد بأنه يضم انتهازيين وباحثين عن المكاسب.
وهم الحساسية الجديدة
وفي مجال الرواية، برز صنم آخر يدعى إدوار الخراط، صاحب شعار "الحساسية الجديدة". ويؤمن الخراط بأن الإبداع ليس انعكاسًا للواقع، وبالتالي ليس على الروائي الالتزام بقضايا مجتمعه. وقد أدت هذه الحساسية إلى ظهور جيل من الكتاب يتقنون الكتابة ولكنهم لا يساهمون في تطوير الواقع الثقافي المصري. ومن أتباع الخراط البارزين يوسف القعيد، الذي رغم ضعفه كروائي اكتسب شهرة واسعة بفضل علاقاته السلطوية.
ركاكه وثرثرة
ويمثل جمال الغيطاني نموذجًا آخر لوهم الأصنام الأدبية. فرغم منصبه كرئيس تحرير مجلة "أخبار الأدب" ونفوذه في الأوساط الثقافية العربية، إلا أن تجربته الروائية متواضعة للغاية. ولا تختلف تجربة بهاء طاهر كثيرًا عن تجربتي القعيد والغيطاني. فموهبته المتوسطة جعلته نجمًا مشهورًا بفضل قربه من السلطة.
استنتاج
لقد أدى الفساد الثقافي في مصر إلى خلق أصنام أدبية زائفة، لا تمتلك القدرات الإبداعية الحقيقية. وقد فضح الراحل عبد العزيز حمودة في كتابه "المرايا المحدبة" هؤلاء الكهنة وأتباعهم وأساليبهم في التخريب والتشويش على الواقع الثقافي المصري.
وعلى الرغم من موت بعض هؤلاء الأصنام، إلا أن الفساد الثقافي لا يزال مستمرًا. ويؤسف أن يصل المشهد الأدبي المصري الحالي إلى هذا المستوى من التردي والانحطاط.
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لأي جهة.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً