إنه التضخم أيها الغبي!
التضخم: أزمة انتخابية أم أزمة اقتصادية عالمية؟
في خضم السجال الدائر حول التضخم وارتفاع أسعار الفائدة، يواجه الرئيس جو بايدن مأزقًا مشابهًا لتلك التي عانى منها الرئيسان جيمي كارتر وجورج بوش الأب. فقد أدت سياسات رفع أسعار الفائدة التي تبناها رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول لكبح جماح التضخم إلى انخفاض شعبية بايدن، لا سيما بين شباب الحزب الديمقراطي.
على الرغم من النجاحات الاقتصادية التي تحققت خلال فترة حكم بايدن، مثل خلق 15 مليون وظيفة وانخفاض معدلات البطالة، فإن استطلاعات الرأي تشير إلى تقدم الرئيس السابق دونالد ترامب في الانتخابات المقبلة. ويرجع ذلك جزئيًا إلى مخاوف الناخبين بشأن التضخم المرتفع، والذي لا يزال عند أعلى مستوياته منذ حقبة بول فولكر.
تأثير التضخم وسياسات الاحتياطي الفيدرالي
عندما يرتفع التضخم، تضطر البنوك المركزية عادةً إلى رفع أسعار الفائدة لكبح جماح النشاط الاقتصادي والحد من الطلب. يُمكن أن يؤثر هذا على الإقراض والإنفاق الاستهلاكي والاستثمار، مما يؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي. وفي حين اقترب معدل التضخم بالفعل من الهدف البالغ 2% الذي حدده الاحتياطي الفيدرالي، فإن باول ومسؤولين آخرين أشاروا إلى إمكانية استمرار أسعار الفائدة عند مستوى مرتفع لفترة أطول.
ومع ذلك، فإن معدل التضخم في الولايات المتحدة لم يتباطأ بالسرعة المتوقعة، وذلك بسبب صلابة سوق العمل ومتانة الاقتصاد. وعلى النقيض من ذلك، يتوقع المحللون أن يخفض البنك المركزي الأوروبي وبنك إنكلترا أسعار الفائدة قبل الاحتياطي الفيدرالي.
عواقب رفع أسعار الفائدة
لا يؤثر التضخم وسياسات الاحتياطي الفيدرالي على الاقتصاد الأمريكي فحسب، بل يؤثر أيضًا على الاقتصاد العالمي بسبب دور الدولار في الاقتصاد العالمي. فعادةً ما يؤدي خفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة إلى خفض أسعار الفائدة في دول الخليج العربي والاقتصادات الناشئة، بما في ذلك العديد من بلدان الشرق الأوسط. ويمكن أن يؤدي هذا بدوره إلى انخفاض معدلات فائدة قروض الرهن العقاري، مما يجعل شراء منزل جديد أو الانتقال إلى منزل أفضل أمرًا أكثر سهولة.
ومع ذلك، فإن استمرار أسعار الفائدة المرتفعة يمكن أن يضر بفرص بايدن في الفوز بولاية ثانية. إن زيادة تكلفة الاقتراض والإنفاق من شأنها أن تثبط النشاط الاقتصادي وتؤدي إلى فقدان الوظائف. علاوة على ذلك، أشار استطلاع حديث أجراه جالوب إلى أن ثقة الأمريكيين في قدرة بايدن على إدارة الاقتصاد هي الأدنى لأي رئيس أمريكي منذ عام 2001.
خلاصة
يواجه الاحتياطي الفيدرالي معضلة صعبة في موازنة السيطرة على التضخم مع الحفاظ على النمو الاقتصادي. وقد أثرت سياسات رفع أسعار الفائدة بالفعل على شعبية بايدن، ومن المتوقع أن يكون لها عواقب أكبر على الاقتصاد العالمي. ومن غير الواضح ما إذا كان باول مستعدًا للتضحية باحتمالات إعادة انتخاب بايدن من أجل الحفاظ على التضخم تحت السيطرة.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً