أنشيلوتي.. «النجاح الهادئ»!

كارلو أنشيلوتي: النجاح الهادئ

مقدمة

بهدوئه الدائم ودرايته التكتيكية القوية، حفر الإيطالي كارلو أنشيلوتي، مدرب ريال مدريد، اسمه في تاريخ كرة القدم العالمية. ففوزه بالدوري الإسباني للمرة الثانية مع ريال مدريد يضيف لقباً آخر إلى سجلاته الحافلة، ليصبح إجمالي عدد ألقابه 28 كمدرب.

إنجازات أنشيلوتي مع ريال مدريد

طبع أنشيلوتي أسلوبه البراجماتي والفعال على انتصارات ريال مدريد. فقد قاد النادي الملكي، الذي يبلغ من العمر 64 عامًا، إلى لقبه التاسع والثلاثين في الدوري الإسباني، وهو ما يعكس مهارته في العمل الجماعي وإيمانه بإمكانات لاعبيه. ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل أصبح أنشيلوتي المدرب الوحيد الذي يحقق ألقاب البطولات الأوروبية الخمس الكبرى (إسبانيا وإنجلترا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا). وقد فاز للمرة الثانية بجميع البطولات التي يمكن لريال مدريد الفوز بها (الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا وكأس إسبانيا والكأس السوبر الإسبانية وكأس السوبر الأوروبية وكأس العالم للأندية).

هذا اللقب هو الثاني عشر لأنشيلوتي مع ناديه الثاني (بعد ميلان الإيطالي)، مما يسمح له بتجاوز الفرنسي زين الدين زيدان (11) والاقتراب من الأسطورة ميغيل مونيوس (14). وبذلك، يكون قد حقق إنجازًا رائعًا خاصة بعد أن كان من المقرر أن تنتهي فترة ولايته الثانية في العاصمة الإسبانية في يونيو.

استراتيجية أنشيلوتي وقيادته

أثبت أنشيلوتي أنه يعرف كيفية إعادة تأسيس فريق ناجح. فعلى الرغم من رحيل كريم بنزيمة إلى السعودية، غير أنشيلوتي مخططه التكتيكي لإفساح المجال للنجم الوافد جود بيلينجهام. وقد أثمرت جهوده عن 32 انتصارًا وهزيمتين فقط في 48 مباراة بجميع المسابقات، مما يدل على قدرته على التعامل مع التحديات ببراعة.

يقول بيلينجهام، نجم بوروسيا دورتموند السابق، عن مدربه: "أعتقد أن قوّتنا العظمى هي أنه يجد طريقة للسماح لنا باللعب بحرية. لا يمكن التنبؤ بطريقتنا إلى حد ما، ومن الناحية الإنسانية، فهو ينقل إلينا الكثير من الهدوء والثقة."

بفضل قيادته الرائعة، سيتمكن ابن ريجولو هذا العام من تكرار صورته الشهيرة بالنظارات الشمسية وسط لاعبيه والتي انتشرت في عام 2022 بعد فوزه بأول لقب له في الدوري الإسباني. وقال أنشيلوتي العام الماضي: "اللاعبون هم أصدقائي". وهذا يسلط الضوء على قدرته في قيادة فريق من اللاعبين المهرة، إضافة إلى نجوم مخضرمين أصبحوا لاحقًا مثل "عائلة" كما قال المهاجم البرازيلي فينيسيوس جونيور.

مسار أنشيلوتي

بدأ مسار الانتصارات في الثمانينيات بداية من روما ثم في ميلان ناديه المفضل حيث أمضى 13 عاماً، في البداية لاعباً بين عامي 1987 و1992 ثم مدرباً بين عامي 2001 و2009. في الميدان، فاز لاعب الوسط الدفاعي السابق بلقبين كبيرين (1989 و1990) تحت إشراف الأسطورة أريجو ساكي، مصدر إلهامه الأكبر على المستوى التكتيكي.

وبالإضافة إلى ساكي، بدأ أنشيلوتي مسيرته التدريبية على مقاعد بدلاء المنتخب الإيطالي وصيف بطل العالم 1994 مساعد مدرب. وكمدرب، قاد روسّونيري للفوز بكأس إيطاليا في عام 2003، وبلقب الدوري 2004، ودوري أبطال أوروبا 2003 و2007، مع الإشارة إلى خسارته في النهائي القاري أمام ليفربول في عام 2005 بطريقة دراماتيكية.