انتقادات للسعودية عقب سجن 12 مشجعا شيعيا بحجة مخالفة اللوائح
انتقادات سعودية بعد سجن محبي كرة القدم الشيعة بسبب هتافات دينية
مقدمة
أثار سجن 12 مشجعا شيعيا في المملكة العربية السعودية بسبب ترديد هتافات وأغنية احتفالا بمولد الإمام علي خلال مباراة كرة قدم ردود فعل غاضبة، مما أثار مخاوف بشأن سلامة المشجعين الذين يحضرون الأحداث الرياضية في المملكة. وتأتي هذه الحادثة في الوقت الذي تستعد فيه المملكة لاستضافة كأس العالم 2034.
تفاصيل الحادثة
خلال مباراة بين ناديي الصفا والبكيرية في نهاية يناير 2023، تم استجواب أكثر من 100 مشجع بعد تصويرهم وهم يغنون أغنية احتفالا بمولد الإمام علي. وتم الإفراج عن معظمهم، بينما تم احتجاز 12 مشجعا وإحالتهم إلى السجن. وحُكم عليهم بالسجن لمدة تتراوح بين 6 أشهر إلى سنة، بموجب قوانين الجرائم الإلكترونية التي تُستخدم غالبًا لمقاضاة الأشخاص الذين ينتقدون الحكومة.
ردود الفعل على الحادثة
أدانت منظمات حقوق الإنسان اعتقال وسجن المشجعين، ووصفتها بأنها انتهاك واضح لحرية التعبير. وصرحت جوي شيا، الباحثة في الشؤون السعودية في منظمة هيومن رايتس ووتش، أن هذه القوانين "تتضمن أحكاما فظيعة فيما يتعلق بقضايا حرية التعبير الأساسية" وأن "أي شيء يمكن تفسيره على أنه يرمي إلى زعزعة استقرار الدولة أو إهانة قادتها قد ينجم عنه عقوبات قاسية".
كما عبرت منظمات حقوق الإنسان عن قلقها بشأن استخدام هذه القوانين لقمع الأقليات الدينية في المملكة العربية السعودية، ومن بينهم الشيعة الذين يشكلون نسبة كبيرة من سكان المنطقة الشرقية. وأشارت المنظمات إلى أن الشيعة يتعرضون للاضطهاد منذ سنوات، وأن الآمال التي أثارها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بتحسين وضعهم قد تحطمت.
تحديات كأس العالم 2034
يأتي هذا الحادث في الوقت الذي تستعد فيه المملكة العربية السعودية لاستضافة كأس العالم 2034. وتتوقع المملكة سفر أعداد كبيرة من مشجعي كرة القدم إلى البلاد، وكثير منهم معتاد على حرية التعبير والدفاع عن قضايا مختلفة. وأعربت جوي شيا عن قلقها من أن يؤدي ذلك إلى مشاكل خطيرة، لأن "حضور مباريات كرة القدم في المملكة العربية السعودية ليس آمنًا على الإطلاق فيما يتعلق بأي شكل من أشكال التعبير عن الآراء السياسية التي تنتقد محمد بن سلمان".
يشار إلى أن الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) قد أقر بالالتزام بحماية حقوق الإنسان، لكنه لم يمارس أي ضغط على المملكة العربية السعودية لإجراء تغييرات على القوانين التي تقيد حرية التعبير والتجمع. ومن غير الواضح ما إذا كان سجن محبي كرة القدم الشيعة بسبب هتافاتهم سيؤدي إلى تحرك الفيفا.
خاتمة
تثير حادثة سجن محبي كرة القدم الشيعة في المملكة العربية السعودية مخاوف بشأن سلامة المشجعين الذين يحضرون الأحداث الرياضية في البلاد. وتسلط الضوء على القوانين القمعية التي تستخدم لقمع حرية التعبير والتجمع، ولا سيما فيما يتعلق بالقضايا الدينية. كما يثير تساؤلات حول قدرة السعودية على استضافة حدث كبير مثل كأس العالم 2034، حيث من المتوقع أن يحضر أعداد كبيرة من المشجعين الذين اعتادوا على حرية التعبير.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً