أمم أوروبا دليل إلى أنّ الرّياضة أقوى بكثير من السّياسة
![أمم أوروبا دليل إلى أنّ الرّياضة أقوى بكثير من السّياسة أمم أوروبا دليل إلى أنّ الرّياضة أقوى بكثير من السّياسة](https://img.3agel.news/PHdOLKRSqGcM7xZkCYHTSuBJuCB_c8BUt6EUMf351Cw/rs:fill:800:450:1:1/bG9jYWw/6Ly8vc3/RvcmFnZ/S9pbWFn/ZXMvV2d/CcTdBMV/lBbE5sV/TZzeUky/MXk5Tjl/mMnpTOE/Fxckl5V/npVcUlx/dy53ZWJ/w.webp)
كرة القدم توحّد أوروبا قبل السياسة
نشأ الاتحاد الأوروبي في عام 1993، وكان تشكيله نقطة تحول مهمة في تاريخ القارة، خاصة وأنه أصبح سوقًا للعملة الموحدة "اليورو". ومع ذلك، لم يكن هذا أول شكل من أشكال الالتقاء الأوروبي بين الدول، إذ سبقت كرة القدم السياسة والاقتصاد بحوالي 33 عامًا.
بدأت بطولة أمم أوروبا في جمع دول القارة للتنافس على لقب واحد وعيش حلم واحد، على الرغم من التباعد السياسي الكبير بين الدول والشعوب في ذلك الوقت. ولم تكن بداية البطولة مثالية، حيث رغبت 17 دولة فقط بالمشاركة في النسخة الأولى عام 1960، ووصلت 4 منها إلى النهائيات التي حسمها الاتحاد السوفيتي في الأراضي الفرنسية.
ولكن فكرة إطلاق هذه البطولة وحدها كانت بمثابة تفوق على العديد من البطولات الإقليمية التي كانت تشغل القارة، بالإضافة إلى التفوق على الكثير من المشكلات بين الدول التي رفضت في البداية فكرة وجود بطولة تجمعها كرويًا.
كرة القدم تتجاوز الحدود
كانت المنافسة على أشدها في بطولة "المنزل البريطاني" التي انطلقت في بريطانيا عام 1883 بمشاركة منتخبات المملكة المتحدة: إنكلترا واسكتلندا وويلز وأيرلندا. وكان التمسك بقيمة هذه البطولة هو السبب الذي دفع البريطانيين لرفض المشاركة في كأس العالم إلى ما بعد الحرب العالمية الثانية.
في الوقت نفسه، كانت هناك بطولات إقليمية أخرى في أوروبا، مثل بطولة أمم وسط أوروبا وبطولة أمم البلقان. ومع ذلك، لم يكن لأي من هذه البطولات نفس التأثير أو الشعبية مثل بطولة أمم أوروبا. لقد نجحت بطولة أمم أوروبا في توحيد دول القارة بطريقة لم تستطع السياسة أو الاقتصاد تحقيقها.
كرة القدم أداة للسلام ووحدة
على مر السنين، لعبت بطولة أمم أوروبا دورًا مهمًا في تعزيز السلام والوحدة في أوروبا. وقد ساعدت البطولة في كسر الحواجز بين الدول وخلقت شعورًا بالمشاركة والتضامن. ولعل أبرز مثال على ذلك هو بطولة أمم أوروبا عام 1980 التي أقيمت في إيطاليا. لقد شاركت إيطاليا وإنجلترا في البطولة في خضم حرب فوكلاند، لكنهما تمكنتا من وضع خلافاتهما جانبًا والتنافس بروح رياضية.
تُظهر بطولة أمم أوروبا أن كرة القدم أقوى بكثير من السياسة. لقد وحدت دول القارة على مدى عقود، وتجاوزت الحدود والاختلافات السياسية. وستستمر البطولة في لعب دور مهم في تعزيز السلام والوحدة في أوروبا لسنوات قادمة.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً