المغرب يتوقع تراجع إنتاج الحبوب 43% مع توالي مواسم الجفاف
تراجع إنتاج الحبوب في المغرب بنسبة 43% بسبب الجفاف المستمر
يتوقع المغرب أن ينخفض إنتاج الحبوب هذا الموسم إلى 3.1 مليون طن، بانخفاض 43% عن الموسم السابق، وفقًا لأحدث الأرقام الصادرة عن وزارة الزراعة. ويعاني المغرب من مواسم متتالية من الجفاف أثرت بشكل كبير على الإنتاج المحلي من الحبوب، مما أجبر المملكة على زيادة الواردات من الخارج لتلبية استهلاكها السنوي الذي يتجاوز 10 ملايين طن.
أعلنت وزارة الزراعة في بيان أن الموسم الزراعي الحالي يعاني من مناخ صعب استمر لمدة خمس سنوات، حيث تأخرت الأمطار مما تسبب في جفاف طويل في بداية الموسم.
سنة جفاف حادة تهدد الإنتاج
قد تكون توقعات وزارة الزراعة متفائلة للغاية، حيث يُوصف الموسم الحالي بسنة جفاف حادة بسبب انقطاع الأمطار في مرحلة حاسمة من نمو الحبوب، مما سيؤثر بشكل كبير على الإنتاج، وفقًا للفاتمي بوركيزية، رئيس الجمعية المغربية للتنمية الزراعية في منطقة الدار البيضاء الكبرى - سطات، وهي منطقة رئيسية تساهم بشكل كبير في الإنتاج المحلي من الحبوب.
وفقًا للأرقام الرسمية، بلغ متوسط هطول الأمطار حتى 22 مايو حوالي 237 ملم، بانخفاض 31% مقارنة بموسم عادي، ولكن بزيادة 9% مقارنة بالموسم السابق.
تداعيات الجفاف
خلال العام الماضي، بلغت تكلفة استيراد القمح، الذي يعتبر الأكثر استهلاكًا في المغرب، حوالي 19.3 مليار درهم (1.9 مليار دولار)، بانخفاض 25.3% عن العام السابق. في الوقت نفسه، قدمت الحكومة دعمًا لحالة الطحين والمستوردين من القمح الخارجي بقيمة 3.9 مليار درهم. ويشهد سوق القمح ارتفاعًا كبيرًا في الأسعار حاليًا بسبب نقص المعروض، وخاصة من روسيا التي تعد أكبر مصدر للقمح في العالم.
يصنف المغرب من بين الدول الأكثر عرضة للتغير المناخي في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، مما يجعله أحد أكبر مستوردي القمح. يعتمد اقتصاد المملكة بشكل كبير على الزراعة، حيث يساهم القطاع بنحو 14% من الناتج المحلي الإجمالي.
فقدان فرص العمل
يؤدي الجفاف إلى زيادة اعتماد البلاد على الواردات، مما يؤدي إلى استنزاف احتياطيات النقد الأجنبي، وفقًا للفاتمي بوركيزية. إن التأثير الآخر المهم بنفس القدر هو فقدان فرص العمل في المناطق الريفية، مما ساهم في ارتفاع معدل البطالة إلى مستويات غير مسبوقة.
ارتفع معدل البطالة في المغرب في نهاية الربع الأول من هذا العام إلى 13.7% بسبب فقدان 160 ألف وظيفة في المناطق الريفية خلال الأشهر الـ 12 الماضية، وفقًا للأرقام الصادرة عن المندوبية السامية للتخطيط، وهي وكالة الإحصاء الحكومية، بعد أن كان المعدل أقل من 10% قبل عام 2019.
تفاؤل التوقعات الحكومية
تعتبر توقعات الحكومة أكثر تفاؤلاً مقارنة بتقديرات بنك المغرب المركزي، الذي توقع في مارس الماضي ألا يتجاوز الإنتاج 2.5 مليون طن، بانخفاض 54% عن الموسم السابق. وفي ظل هذين التوقعين، يواجه المغرب أسوأ موسم له منذ 17 عامًا.
ارتفعت واردات المغرب من الحبوب بنسبة 29% على أساس سنوي منذ بداية العام وحتى نهاية أبريل، لتصل إلى 3.8 مليون طن. وبحسب بيانات الاتحاد الوطني لتجار الحبوب والقطاني، استورد المغرب 478 ألف طن من القمح الصلب بزيادة 70% عن العام السابق. بينما ارتفعت واردات القمح الطري بنسبة 11% لتصل إلى 1.8 مليون طن.
ومع ذلك، لا يحقق المغرب الاكتفاء الذاتي من الحبوب بسبب الظروف الجوية غير المواتية وتفضيل المزارعين للزراعات الأخرى الأكثر ربحية.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً