ألمانيا: سانت باولي يعود لدوري الأضواء ويرسل إشارات قوية

عودة سانت باولي إلى الدرجة الأولى الألمانية

حقق نادي سانت باولي، الذي يقع في حي يحمل نفس الاسم بمدينة هامبورغ، عودته المُنتظرة إلى دوري الدرجة الأولى الألماني "البوندسليغا" للمرة الأولى منذ عام 2011، عقب تصدره لدوري الدرجة الثانية برصيد 69 نقطة في نهاية الموسم الحالي.

سانت باولي: نادي للقيم الاجتماعية

اشتهر سانت باولي بقيمه اليسارية ودعمه لحقوق اللاجئين ومجتمع الميم ومكافحة التمييز بجميع أشكاله. ويعكس ملعب النادي "ميليرنتور"، الواقع في قلب حي سانت باولي، هذه القيم من خلال شعار "لا يوجد شخص غير قانوني"، وهو شعار معروف لدعم حقوق اللاجئين في المجتمع الناطق باللغة الألمانية.

دعم قاعدة "50+1" وتمكين المرأة في الإدارة

يعد سانت باولي من أشد المدافعين عن قاعدة "50+1"، التي تمنح الأعضاء أغلبية السيطرة على النادي، مما يضمن عدم سيطرة المستثمرين على الأندية. كما أصبح النادي أول فريق محترف في ألمانيا يصوت أعضاؤه لصالح تمثيل نسائي بنسبة لا تقل عن 30% في مجالس الإدارة واللجان المختلفة.

قاعدة جماهيرية يسارية ومتنوعة

يمثل أنصار سانت باولي طيفًا واسعًا من المشهد اليساري في هامبورغ وحول العالم، كما يمثلون خلفيات ثقافية مختلفة. ويشتهر حي سانت باولي بأنه مركز للثقافات الفرعية البديلة، والتي تجد تمثيلاً أيضًا بين مشجعي الفريق. ويُسمح للمشجعين بعرض الشعارات ذات الرسائل السياسية في مباريات الفريق.

صراعات وانقسامات

على الرغم من شهرة سانت باولي في دعم القيم الاجتماعية، فقد شهد النادي بعض الصراعات الداخلية. فعلى خلفية الحرب بين إسرائيل وحماس، أثار دعم النادي لحزب هابوعيل تل أبيب انتقادات من البعض، الذين اعتبروا أن ذلك يتجاوز حدود التعبير عن الآراء السياسية.

عودة بقوة تحت قيادة هورزلر

تولى فابيان هورزلر تدريب سانت باولي في نهاية عام 2022 وأشرف على رحلة عودته إلى البوندسليغا. كان هورزلر قد أنقذ الفريق من خطر الهبوط إلى دوري الدرجة الثالثة في الموسم السابق. ويعتمد سانت باولي على علاقته القوية بين اللاعب مارسيل هارتل، هداف الفريق، والمدرب هورزلر في الحفاظ على مكانته في الدرجة الأولى.

طموحات في البوندسليغا

يدرك سانت باولي صعوبة المنافسة المالية في الدوري الألماني لكرة القدم. ومع ذلك، يأمل الفريق في تحقيق هدف البقاء في دوري الأضواء من خلال الاعتماد على قيمه الاجتماعية القوية ودعم الجماهير المتنوعة. ويمثل عودة سانت باولي إلى البوندسليغا علامة بارزة لنادي يحمل رسالة اجتماعية قوية خارج حدود كرة القدم.