ألمانيا تواجه موجة من تهديدات التجسس من روسيا والصين
ألمانيا تواجه موجة من تهديدات التجسس من روسيا والصين
وسط مزاعم متزايدة بالتجسس من قبل روسيا والصين، اعتقلت السلطات الألمانية ستة أشخاص للاشتباه في قيامهم بالتجسس هذا الشهر وحده.
اتهامات صادمة لحزب البديل من أجل ألمانيا
أثارت هذه الاتهامات جدلا كبيرا، حيث تورط فيها مرشحون بارزون من حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف. واعتقل مساعد عضو البرلمان الأوروبي ماكسيميليان كراه، الذي يرأس قائمة الحزب، للاشتباه في قيامه بالتجسس لصالح الصين. كما اتهم جيان جي بأنه "عميل لجهاز المخابرات الصيني". ويواجه كراه نفسه تحقيقات أولية بشأن مدفوعات مزعومة من مصادر موالية لروسيا والصين، إلا أنه ينفي ارتكاب أي مخالفات.
شبكات تجسس أخرى
لم تقتصر الاتهامات على حزب البديل من أجل ألمانيا، إذ تم القبض على مواطنين ألمانيين من أصل روسي للاشتباه في قيامهما بالتخطيط لتخريب المساعدات العسكرية الألمانية لأوكرانيا. كما اعتقلت ثلاثة ألمان بتهمة التخطيط لتسليم تصميمات محركات متقدمة إلى المخابرات الصينية.
دور أجهزة الاستخبارات الألمانية
يُعتقد أن جهود وكالة الاستخبارات الداخلية الألمانية كانت حاسمة في كشف قضايا التجسس الثلاث. وقالت وزيرة الداخلية نانسي فيزر: "سلطاتنا الأمنية... عززت بشكل كبير جهودها لمكافحة التجسس".
ضغوط متصاعدة من روسيا والصين
تأتي هذه الاعتقالات في أعقاب عودة المستشار أولاف شولتز من محادثات موسعة مع الرئيس الصيني شي جين بينغ في بكين. ويرى الخبراء أن قضية الثنائي الروسي الألماني قد تعكس رغبة الكرملين في تصعيد الهجمات على المساعدات المقدمة لأوكرانيا. كما يدعي مسؤولون ألمان أن الصين تسعى للوصول إلى الأبحاث المتقدمة التي قد تكون مفيدة لأغراض عسكرية أو غيرها.
رد فعل ألمانيا
يمثل قرار اعتقال المشتبه بهم بالتجسس علامة فارقة بالنسبة لألمانيا. وتقول أجهزة مكافحة التجسس في مختلف البلدان إنها تفضل عادة عدم اعتقال الأشخاص من أجل متابعتهم ومراقبة أنشطتهم للتعرف أكثر على شبكاتهم وأهدافهم. ومع ذلك، يرى بعض الخبراء أن الأسباب الكامنة وراء هذا القرار السياسي تتمثل في رغبة ألمانيا في إرسال إشارة إلى خصومها وحلفائها على حد سواء بأنها تأخذ الأمن القومي على محمل الجد.
إرث ألمانيا المعقد
لطالما شعرت وكالات الاستخبارات الألمانية بالإحباط بسبب القيود المفروضة عليها مقارنة بنظيراتها في الدول الغربية الأخرى. ويرجع ذلك جزئيا إلى إرث ألمانيا الشرقية السابقة، حيث كانت الدولة خاضعة لرقابة شديدة من قبل جهاز المخابرات السري المعروف باسم ستاسي. وبعد الكشف عن مدى تجسس ستاسي بعد سقوط جدار برلين، تم فرض قيود قانونية صارمة على أجهزة الاستخبارات.
مطالبات بتعزيز السلطات
يدعو بعض المسؤولين في أجهزة الاستخبارات إلى تعزيز سلطاتهم لمواجهة التهديدات المتزايدة للتجسس الأجنبي. ويعتقدون أن الاعتقالات الأخيرة تؤكد الحاجة إلى المزيد من الأدوات لمكافحة التجسس بشكل فعال. وترى أجهزة الاستخبارات أن ألمانيا كانت شديدة السذاجة في السنوات التي أعقبت نهاية الحرب الباردة، حيث ركزت كثيرًا على الصفقات التجارية وأهملت الأمن القومي. ومع ذلك، تشير التغييرات الأخيرة في سياسة الاستخبارات إلى أن ألمانيا أصبحت أكثر حزما في مواجهة تهديدات التجسس الخارجية.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً