المؤرخ ستورا يحسم الجدل حول "أغراض الأمير"
مقتنيات الأمير عبد القادر بين جدلية التسليم والموقف الفرنسي
أعرب المؤرخ بن جامين ستورا، رئيس الوفد الفرنسي في "لجنة الذاكرة"، عن دعمه لتسليم سيف وبرنوس الأمير عبد القادر إلى الجزائر، واصفًا ذلك بـ"الالتفاتة الرمزية" من الرئيس إيمانويل ماكرون. وجاءت تصريحات ستورا خلال مقابلة مع الإذاعة الجزائرية تزامنًا مع الاجتماع الخامس للجنة الثنائية الجزائرية الفرنسية حول "قضية الذاكرة".
الوثائق الدينية للأمير عبد القادر والتسليم المُنتظر
أكد ستورا أنه يأمل بشدة في تسليم متعلقات الأمير عبد القادر، بما في ذلك سيوفه وملابسه وبرنسه، بالإضافة إلى وثائقه الدينية، خاصة نسخة القرآن الكريم التي تعود إليه. وأوضح أن هذه الالتفاتة ممكنة بمجرد اعتماد الجمعية الوطنية الفرنسية نصًا تشريعيًا في هذا الشأن. يُذكر أن وزير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، قد كشف في نهاية العام الماضي عن رفض فرنسا لطلب جزائري باستعادة سيف وبرنس الأمير المُحتفظ بهما في قصر أمبواز بوسط فرنسا، حيث كان الأمير أسيرًا بين عامي 1848 و1952.
رقمنة الوثائق وتحديات إعادة الأصلية
tطرق ستورا أيضًا إلى موضوع رقمنة 2 مليون وثيقة أرشيفية، الذي تم الاتفاق عليه في الاجتماع الأخير للجنة "الذاكرة" الذي عُقد في فرنسا، مشيرًا إلى التقدم الملحوظ المحرز في هذا الجانب. ومع ذلك، فإن المسألة الشائكة المتمثلة في إعادة الوثائق الأصلية، تتطلب حلًا. ولذا، شدد ستورا على الحاجة إلى قانون في فرنسا يوافق عليه البرلمان ومجلس الشيوخ، وأنه يجري الإعداد لمشروع قانون يسمح بتسليم هذه الكمية من الأرشيف الخاص بالاستعمار، والذي لا يقتصر على الجزائر فحسب، بل يتعلق أيضًا بمستعمرات إفريقية سابقة أخرى.
مهام لجنة الذاكرة وتطلع جديد
أوضح ستورا أن عمل لجنة الذاكرة يتركز بشكل أساسي على الغزو الاستعماري الفرنسي وتغلغله في الجزائر خلال القرن التاسع عشر. وأشار إلى أن الهدف الدقيق من هذا العمل هو توثيق المجازر التي ارتُكبت وتنقلات السكان وممتلكات الأراضي خلال الفترة الاستعمارية الأولى. ومن جانب آخر، أعرب ستورا عن اعتقاده بأن الزيارة المرتقبة للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى فرنسا في خريف هذا العام قد تُشكل فرصة جديدة لمناقشة قضية الذاكرة ومستقبل العلاقات الثنائية. وفي هذا الصدد، قال: "تتوافر هذه الفرصة فيما يتعلق بالاعترافات المتعلقة بالماضي الاستعماري، ولكن الزيارة المتوقعة هي أيضًا فرصة للنظر إلى المستقبل"، مشيرًا إلى ملفات الشراكة الاقتصادية والهجرة والتحديات الجيوسياسية في منطقة المتوسط.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً