العنف في العراق من خلال رواياته
العنف في المجتمعات الشرقية
يُعرف العنف بأنه سلوك يتميز بالعدوانية والقسوة والإكراه، وهو عادةً بعيد عن الحضارة، إذ يتم فيه استثمار الدوافع العدائية بشكل مباشر وبدائي، كضرب أو قتل الأفراد وتدمير الممتلكات، واستخدام القوة لإخضاع الخصم. وقد انتشر العنف في المجتمعات الشرقية بشكل كبير، وكان العراق أحد أبرز الأمثلة على ذلك.
العنف في الأدب العراقي
لطالما تناولت الرواية العراقية قضية العنف بشكل بارز، إذ وفرت سردًا غنيًا لمستوياته المختلفة. وغالبًا ما تكون الروايات التي تغطي فترة ما بين عامي 1960 و2003 هي الأكثر وضوحًا في تصوير العنف، وذلك بسبب انتشاره الواسع خلال تلك الفترة وظهور عدد كبير من الأعمال الروائية التي تغطي الأحداث المرعبة والموت والسجن وانتهاكات حقوق الإنسان التي شهدتها البلاد.
منهج الدراسة
اتخذت الدراسة منهجًا بنيويًا تكوينيًا، والذي يتضمن آليات تحليل مثل الفهم والتفسير والبنية الدالة والوعي القائم والممكن والرؤية إلى العالم. وتعتمد الرؤية إلى العالم على تحليل مفاهيم المفكرين الذين اهتموا بهذا الإجراء التحليلي، مثل دلتاي ولوكاتش وهيغل وماركس وغرامشي.
العنف السياسي
وثقت روايات الستينات في العراق العنف السياسي المتفشي في الأوساط الاجتماعية، مثل رواية "خمسة أصوات" لغائب طعمة فرمان التي صورت ثقافة الاستبداد ومقاومة الخيار الشعبي الديمقراطي. واستكشفت رواية "الثلاثية الأولى" لجمعة اللامي مشاهد العنف ضد المرأة اليسارية.
العنف ضد المرأة
في الثمانينات والتسعينات، ظهرت أعمال روائية عدة تركز على العنف المرتبط بالمرأة، مثل رواية "حبات النفتالين" لعالية ممدوح التي صورت كيف أدى سلوك الأب القمعي إلى ضياع الأسرة. كما سلطت رواية "أطراس الكلام" لعبد الخالق الركابي الضوء على العنف الناتج عن حرب الخليج الأولى وتأثيره على الأسرة العراقية.
العنف المرتبط بالحرب
تناولت الروايات العراقية كذلك العنف المرتبط بالحرب، مثل رواية "الحافات" لمحمود جنداري التي وثقت أهوال الحرب العراقية الإيرانية. واستكشفت رواية "ألواح" لشاك الأنباري موضوع الهروب من الحرب، بينما تناولت رواية "باب الخان" لهدية حسين الحرب على نطاق واسع.
استنتاج
أظهرت الدراسة أن العنف كان منسجًا بشكل عميق في المجتمع العراقي، وأن الأعمال الروائية كانت خير شاهد على الصراع والحرب والعنف الذي شهدته البلاد، مما يعكس تأثير هذه الأحداث على المجتمع العراقي وتغييراته الاجتماعية والسياسية والثقافية.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً