الصين تستعد لاستخدام الخيار النووي الاقتصادي
حرب اقتصادية محتدمة
تمثل الحرب الاقتصادية ساحة صراع رئيسية بين الغرب والصين، حيث يدرك كلا الجانبين أهميتها. ووفقًا لتقرير ميكا مكارتني في مجلة "نيوزويك" الأمريكية، فإن الصين تسعى للسيطرة على العديد من السلع الأساسية عالميًا.
استعداد الصين لأوراق رابحة اقتصادية
تشتري الصين السلع الأساسية بوتيرة متسارعة، مما دفع المحللين إلى التساؤل عما إذا كانت بكين تستعد لاستخدام "الخيار النووي" الاقتصادي. في هذا السياق، صرح أندرياس ستينو لارسن، المدير التنفيذي لشركة ستينو ريسيرش: "تستعد الصين لشيء كبير، ويبدو هذا واضحًا بشكل متزايد من خلال محاولات تخزين الموارد المهمة".
تداعيات خفض قيمة العملة
يوصف خفض قيمة العملة بأنه "خيار نووي" بسبب التداعيات الخطيرة التي يمكن أن يُحدثها على المستوى العالمي. فعلى سبيل المثال، يمكن للصين من خلال خفض قيمة عملتها عمدًا أن تعزز صادراتها من خلال جعل سلعها أرخص وأكثر قدرة على المنافسة. لكن هذا الخيار لن يخلو من عواقب وخيمة، مثل إثارة غضب الشركاء التجاريين وتفاقم الحرب التجارية الدائرة مع الولايات المتحدة.
تجميع الموارد: استراتيجية مواجهة الآثار
يمكن أن يوفر تجميع الموارد مثل الذهب والنفط مسبقًا للصين بعض الأمن المالي وقوة التفاوض. ويساعد هذا على استقرار الاقتصاد الصيني ضد الآثار السلبية المحتملة لخفض قيمة العملة، مثل ارتفاع تكاليف الواردات والتضخم.
تعزيز احتياطيات الذهب
استمر البنك المركزي الصيني في شراء الذهب في مارس، مما أدى إلى زيادة احتياطياته من المعدن للشهر السابع عشر على التوالي، على الرغم من ارتفاع سعر المعدن بشكل قياسي وضعف اليوان. ويرى خبراء الاقتصاد أن ذلك يعكس جهود الصين لتنويع أصولها بعيدًا عن الدولار وسط التوترات الجيوسياسية مع الولايات المتحدة.
تراكم النفط الخام
يمتد التراكم المستمر للمواد الخام في الصين إلى النفط الخام. فقد سجلت البلاد رقمًا قياسيًا في استيراد 11.3 مليون برميل يوميًا في العام الماضي، وفقًا لسلطات الجمارك، بزيادة 10٪ عن عام 2022.
شراكة الصين مع روسيا
استفادت الصين من شراكتها "غير المحدودة" مع روسيا، التي حلت محل السعودية كأكبر مصدر للنفط للصين العام الماضي، لضمان تدفق موثوق ومنخفض التكلفة للطاقة مع المساعدة في دعم اقتصاد الحرب المعزول في موسكو.
تداعيات دولية محتملة
قد يبدو خفض قيمة العملة مغريًا للصين، أكبر مصدر في العالم، حيث إنها تسعى إلى توسيع بصمتها الصناعية في الأسواق الدولية وسط الانكماش وضعف الطلب الاستهلاكي محليًا. لكن من المؤكد أن هذه الخطوة ستؤدي إلى تفاقم التوترات مع الولايات المتحدة والشركاء التجاريين الرئيسيين الآخرين.
مخاطر تذبذب السوق
تواجه الصناعات الصينية بالفعل اتهامات بإغراق الأسواق بصادرات منخفضة التكلفة مثل الصلب والمواد الكيميائية، مما أدى إلى فتح تحقيقات. كما تدرس الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بالفعل فرض رسوم جمركية على السيارات الكهربائية الصينية.
تفسيرات بديلة لتخزين الموارد
يقول كريج شابيرو، مستشار الاقتصاد الكلي في مجلة "نيوزويك": "لا أعتقد أن الصين تستعد لخفض عملتها مقابل الدولار، لكنني أعتقد أنها تواصل شراء الموارد السلعية التي يمكنها شراؤها بالرنمينبي، اليوان الصيني، من المنتجين الخاضعين للعقوبات مثل روسيا وإيران".
ويضيف شابيرو أن لدى الصين سببًا آخر محتملًا لتخزين الإمدادات، وهو الاستعداد لمواجهة التداعيات الدولية المحتملة لغزو تايوان.
الاستعداد للتحديات الجيوسياسية
وفقًا لمايكل ستوديمان، الرئيس السابق لمكتب الاستخبارات البحرية، فإن الصين تتخذ خطوات لتخفيف تعرضها لحظر الغذاء والطاقة من خلال بناء احتياطياتها الاستراتيجية من النفط وبناء "محطات تعمل بالفحم بحماس متجدد".
ويخلص ستوديمان إلى القول: "من المرجح أن الرئيس الصيني شي جين بينغ يعرف أن محاولة ضم تايوان ستؤدي إلى مقاومة عالمية أكثر ضراوة وتداعيات أشد قسوة والتي من المحتمل أن تستمر لسنوات، وهو ينوي إعداد الصين لتحملها".
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً