الشيخ بمواجهة السلطان.. لماذا أيد رشيد رضا السلطان عبد الحميد ثم انقلب عليه؟
الشّيخ رشيد رضا: تأييد السّلطان عبد الحميد
كان الشّيخ رشيد رضا (ت 1935م) من أبرز روّاد الإصلاح الإسلامي في النصف الأول من القرن العشرين. عانى رضا من صراعات داخلية عميقة خلال فترة وجوده في مصر، حيث تمزّق بين ولائه لدولة الخلافة العثمانية وولائه لقضايا الإصلاح والنهضة في العالم العربي.
في البداية، أيد رضا السلطان عبد الحميد الثاني بسبب جهوده في مقاومة المؤامرات الغربية والتأكيد على الوحدة الإسلامية. وأشاد بمشاريع البنية التحتية التي نفذتها الدولة العثمانية، مثل سكة حديد الحجاز، ودورها في إنشاء المدارس والجامعات. ورأى في السلطان عبد الحميد "خليفة" المسلمين الساعي لتحقيق مصالحهم في الدنيا والآخرة.
انقلابه على السّلطان
لكن موقف رضا بدأ يتغير تدريجيًا من المدح والدعم المطلق إلى النقد والمعارضة. تأثر بأفكار الكواكبي (ت 1902م) الذي انتقد الاستبداد والتخلف في الدولة العثمانية. نشر رضا آراء الكواكبي في مجلته "المنار"، مما أدى إلى اتهام السلطان عبد الحميد لهما بالتآمر وتسبب في حظر المجلة في بلاد الشام.
بعد وفاة شيخه محمد عبده (ت 1905م)، دخل رضا ميدان السياسة جهارًا، وأصبح أكثر جرأة في انتقاد مواطن الخلل في الدولة العثمانية. ورأى ضرورة تفعيل الشورى بين أجناس الدولة العثمانية، وتقريب العرب، ومحاسبة ولاة الدولة الفاسدين.
أسباب الانقلاب
يعتبر تشكيل "جمعية الشورى العثمانية" بقيادة رشيد رضا من أبرز الأسباب التي أدت إلى انقلابه على السلطان عبد الحميد. كما كان عدم انضمام رضا إلى جمعية "الاتحاد والترقي" بسبب توجهها القومي الطوراني والتغريبي أحد العوامل التي جعلته ينأى بنفسه عنهم.
في النهاية، أدى اضطهاد السلطان عبد الحميد لمحبي العلم والمفكرين إلى تزايد المعارضة ضده، مما أدى إلى إعادة مجلس المبعوثين (البرلمان) ثم إلغائه، وهو ما أدى إلى الانقلاب عليه في أبريل 1909م. وهكذا انتهت فترة حكم السلطان عبد الحميد بعد أكثر من 30 عامًا قضاها في حكم الدولة العثمانية.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً