السودان.. تحديات وتطلعات في مؤتمر "تقدم" التأسيسي بأديس أبابا
![السودان.. تحديات وتطلعات في مؤتمر "تقدم" التأسيسي بأديس أبابا السودان.. تحديات وتطلعات في مؤتمر "تقدم" التأسيسي بأديس أبابا](https://img.3agel.news/s9-BqcgWpri-lxc8i8OPps3BdVBg5apZN7SgwOCQuC4/rs:fill:800:450:1:1/bG9jYWw/6Ly8vc3/RvcmFnZ/S9pbWFn/ZXMveld/BN3h0Nl/E3VHZQU/kp0d2h5/bDVITnV/1WVg5ej/U5R1o1c/GpqS1lS/NS53ZWJ/w.webp)
تحديات وتطلعات تواجه مؤتمر تقدم التأسيسي
بادر يوم الأحد في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا المؤتمر التأسيسي لتنسيقية القوى المدنية الديمقراطية السودانية "تقدم" برئاسة رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك. يستمر المؤتمر لمدة 5 أيام بعد 7 أشهر من الترتيبات التحضيرية والتشاورية.
يأتي انعقاد الاجتماعات وسط تباينات واسعة في الشارع السوداني تجاه "تقدم". يرى البعض أنها تمثل قوى التحول الديمقراطي والأمل في توحيد وتمكين الجماعات المؤمنة بأهداف ثورة ديسمبر. بينما يعتبرها آخرون هيئة "إقصائية" تسعى إلى احتكار حل الأزمة السودانية للوصول إلى السلطة بعد وقف الحرب.
تتوقع "تقدم" مشاركة 670 شخصية في مؤتمر أديس أبابا، من بينهم قادة التحالف وهيئات مدنية وسياسية ومنظمات إقليمية ودولية. وتهدف "تقدم" من خلال هذا المؤتمر إلى اختيار هيكل تنظيمي دائم وطرح رؤية متكاملة للحل السياسي وقضايا التأسيس.
السياسة السودانية والقوى الفاعلة
إلى جانب حمدوك ومنظمات المجتمع المدني وبعض لجان المقاومة ومنظمات نسوية تضم هياكل "تقدم" قوى الحرية والتغيير التي تضم عددًا من التنظيمات السياسية، بما في ذلك حزب الأمة القومي وحزب المؤتمر السوداني والتجمع الاتحادي والحزب الجمهوري، بالإضافة إلى تجمع المهنيين "اللجنة الأولى".
وتوقع رئيس تحرير صحيفة الجريدة السودانية، أشرف عبد العزيز، مشاركة وفد من الحركة الشعبية- شمال التي يتزعمها عبد العزيز الحلو والحزب الاتحادي الأصل بزعامة محمد الحسن الميرغني وحزب المؤتمر الشعبي الذي يقوده علي الحاج، فضلاً عن قيادات من الإدارة الأهلية وربما حركة تحرير السودان، بزعامة عبد الواحد النور، إن نجحت المشاورات التي تجريها "تقدم" معه.
ويتنافس على الساحة السياسية السودانية عدد من القوى السياسية الأخرى، بما في ذلك الكتلة الديمقراطية التي تضم كتلة أخرى من الحزب الاتحادي الأصل يتزعمها جعفر الميرغني، بالإضافة إلى حركتي العدل والمساواة بقيادة وزير المالية جبريل إبراهيم، وتحرير السودان بزعامة حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي. كما هناك خلافات بين "تقدم" والتيارات الإسلامية.
العلاقات مع الجيش واليسار
بينما يسود التنافر بين "تقدم" والقوى اليسارية مثل الحزب الشيوعي السوداني وحزب البعث العربي الاشتراكي، تتصف علاقة "تقدم" بالحكومة السودانية والقوات المسلحة بالفتور، حيث يتهمها الجيش بأنها متحالفة مع قوات الدعم السريع.
من ناحية أخرى، تتهم قوى يسارية "تقدم" بالسعي لعقد اتفاق جديد مع العسكريين يكرّس لسلطة مدنية عسكرية "بعيدة عن أهداف الثورة".
الطريق نحو وحدة شاملة
شدد محي الدين جمعة، المتحدث باسم التحالف الديمقراطي للعدالة الاجتماعية، أحد مكونات الكتلة الديمقراطية، على التباين الكبير بين الكتلة و"تقدم" بشأن كيفية إدارة الفترة الانتقالية.
ودعا جمعة "تقدم" إلى طرح رؤية لوحدة القوى السياسية على أسس جديدة غير إقصائية. كما شدد على ضرورة نفض التحالف المدني يده عن الاتفاق السياسي مع قوات الدعم السريع.
من جهته، رأى الخبير الاستراتيجي أسامة عيدروس أن "تقدم" تطرح نفسها باعتبارها الحل لمشاكل السودان، مما أدى إلى انقسام حاد في الشارع السياسي السوداني تجاهها.
وأضاف عيدروس أن "تقدم" تخسر كثيرًا إذا أصرت على أنها القوة المدنية الوحيدة في الساحة، داعيًا إياها إلى عدم تجاهل القوى السياسية الأخرى، بما في ذلك الإسلاميين، كرصيد ومصدر قوة للتحول الديمقراطي.
مؤتمر أديس أبابا: تطلعات وتحديات
يضع المؤتمر التأسيسي لـ"تقدم" في أديس أبابا جملة من التحديات أمام المشاركين، من بينها التوترات بين الأطراف الفاعلة المختلفة والانقسامات داخل التحالفات السياسية الرئيسية.
وتُلقي المحللة السياسية السودانية شمائل النور الضوء على أن "تقدم" منحازة بشكل واضح لقوات الدعم السريع، وهو ما أفقدها الحياد اللازم للإسهام في إسكات البنادق.
ورأت النور أنه من الممكن معالجة هذه المشكلات في مؤتمر أديس أبابا بطرحها بشجاعة، لكنها قللت من شأن قدرة "تقدم" على فعل ذلك.
الخلاصة
يواجه مؤتمر تقدم التأسيسي في أديس أبابا تحديات كبيرة وسط انقسام وتوترات بين القوى السياسية السودانية. ستكون قدرة "تقدم" على معالجة هذه التحديات والتوصل إلى وحدة شاملة وفعالة أمرًا حاسمًا لتقدم السودان نحو الاستقرار والديمقراطية.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً