الرياض المحطة الدولية الأولى لاستكشاف تاريخ تجارة العطور وعلاقتها مع العالم العربي

الرياض: منصة عالمية لاستكشاف علاقة العطور بالشرق الأوسط

تحتضن العاصمة السعودية الرياض معرضًا دوليًا فريدًا من نوعه يستعرض التاريخ العريق للعطور في العالم العربي، ويُسلط الضوء على الأهمية الثقافية والاجتماعية للعطور في هذه المنطقة.

يقام معرض "عطور الشرق"، الذي تنظمه وزارة الثقافة بالتعاون مع معهد العالم العربي في باريس ويقام في المتحف الوطني السعودي، برعاية الأمير بدر بن فرحان، وزير الثقافة السعودي. ويركز المعرض على أثر العطور في الحضارة العربية عبر العصور.

دور جزيرة العرب في صناعة العطور

لطالما كانت الجزيرة العربية موطنًا للنباتات العطرية، مثل المر واللبان، التي ازدهرت في مناخاتها القاحلة. وقد لعب العنبر، الذي يُحصد على سواحل البحر الأحمر والخليج العربي، دورًا رئيسيًا في صناعة العطور العربية لأكثر من ألف عام. كما شكلت تجارة اللبان والعنبر والمر أهمية قصوى في التبادل التجاري بين الشرق والغرب، مما أدى إلى ازدهار القوافل التي تنقل مكونات العطور.

العطور في المجتمع العربي

لطالما حظي العطارون بمكانة عالية في المجتمعات العربية، حيث احتلت متاجرهم مواقع مميزة في الأسواق التجارية بالقرب من المساجد. وقد استخدم العرب تقنيات متطورة في تقطير العطور من التوابل والأعشاب والزهور، مما جعلها سلعة فاخرة عُرفت عالميًا. وقد دخلت العطور في طقوس دينية وروحانية وعلاجات طبية، كما استخدمت في الزينة والعناية الشخصية، وغنى الشعراء والأدباء العرب بها على مر الزمن.

معرض "عطور الشرق": رحلة عبر التاريخ

يضم معرض "عطور الشرق" مجموعة استثنائية من أكثر من 200 قطعة أثرية وعمل فني معاصر، تحكي قصة العلاقة الوثيقة بين العالم العربي والعطور. وقد صُمم مسار المعرض بطريقة فريدة تجمع بين حاستي الشم والبصر، حيث تطلق أجهزة خاصة روائح عطرية صنعها مصمم العطور العالمي كريستوفر شيلدريك خصيصًا للمعرض، مما يغمر الزوار في عالم ساحر من الروائح والعطور العربية.