الدكتور سلطان القاسمي يكـتب: الخنجر المرهون (2-2)
رحلة شغف المعرفة والاستكشاف
كانت مكتبات عم المؤلف، الشيخ سلطان بن صقر القاسمي، حاكم الشارقة، بمثابة جنة للمعرفة. في عام 1953، استلم المؤلف رزمة كتب رائعة، لكنها كانت مرهونة بخنجره الذهبي الثمين.
بدافع شغفه بالمعرفة، أسرع المؤلف بتفحص الكتب، متجاهلاً المخاطر التي تحيط به. لقد غاص في روايات عنترة بن شداد الخيالية، وأعجب بكتاب ألف ليلة وليلة، وحفظ معظمه. ولكن، كان هناك كتاب واحد أثار فضوله وأشعل شغفه: نهج البلاغة.
التضحية من أجل العلم
كان نهج البلاغة بالنسبة للمؤلف كنزًا ثمينًا، لكنه علم أن الخنجر الذهبي المرهون كان مصدر قلق لعائلته. وبنفس ملؤها بالعزم والإصرار، ذهب المؤلف إلى صاحب المقهى، دفع مبلغ الرهن، واستعاد خنجره الذهبي.
لم تنته رحلة المؤلف هنا. فقد ألهمته الكتب التي حصل عليها شغفًا لا يهدأ بالمعرفة. وبفضل والده الداعم، بدأ في جمع المزيد والمزيد من الكتب من مكتبة المؤيد في البحرين. وفي عام 1954، أثناء رحلة حج، زار المؤلف المكتبة بنفسه وأدهشه الكم الهائل من الكتب التي تحتويها.
الميراث المستمر
أثرت الكتب التي قرأها المؤلف بشدة على حياته وتفكيره. لقد أصبح قارئًا نهمًا، وحافظًا متمرسًا، وقائدًا مثقفًا. وبصفته حاكمًا لمدينة الشارقة، كان يولي أهمية كبيرة للتعليم والمعرفة، وتأكد من أن تكون للمدينة مكتبات ومراكز تعليمية متميزة.
وتستمر قصة الخنجر المرهون لتكون شهادة على الشغف الهائل بالمعرفة الذي يمكن أن يفتح عقولنا ويغير حياتنا إلى الأبد. إنها قصة تُلهمنا على التضحية من أجل سعينا العلمي والسعي وراء المعرفة بكل شغف واندفاع.**
"tags": ["الكتب
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً