«الدراما»... كيف يتعامل صنّاع المسرح مع «لغز» الجمهور؟
المسرح والجمهور: علاقة معقدة
يواجه صنّاع المسرح باستمرار تحديًا في التعامل مع جمهورهم. فمنذ ظهور أشكال المسرح التجريبية، أصبح من الصعب التنبؤ بما يريد الجمهور مشاهدته. يثير هذا التساؤل: هل يجب على المسارح الاستسلام لرغبات الجمهور أو تجاهلها؟ أم هل هناك حل وسط؟
في كتابه 'الدراما'، يستكشف أشلي ديوكس هذا اللغز. يجادل بأن أصحاب المسارح غالبًا ما يفترضون وجود 'جمهور' واحد فقط، وينسون أن هناك أنواعًا مختلفة من الجمهور، لكل منها ذوقه وتوقعاته. يؤدي هذا الافتراض إلى محاولات فاشلة لإرضاء جمهور 'وهمي'، بينما يتجاهلون الاحتياجات الفريدة للجمهور الحقيقي.
ملاءمة الذوق
يؤكد ديوكس أن لكل مسرحية جمهورها المستهدف. يجب على المسرح الناجح التعرف على جمهوره وتكييف عروضه لتتناسب مع ذوقهم. هذا لا يعني التنازل عن الجودة الفنية، ولكن بدلاً من ذلك إيجاد توازن بين الرؤية الإبداعية للمسرحية وتوقعات الجمهور. قد يتطلب هذا بعض التنازلات، لكنه يستحق العناء لضمان ارتباط الجمهور بالأداء.
الحفاظ على الهوية الإبداعية
بينما من المهم مراعاة تفضيلات الجمهور، يجب على المسارح أيضًا الحفاظ على هويتها الإبداعية. يجب ألا يصبح تلبية احتياجات الجمهور هو الهدف الوحيد للمسرح. يجب أن يكون للمسارح مساحة للتجريب والابتكار، حتى وإن لم يتوافق ذلك دائمًا مع أذواق الجمهور السائدة. من خلال الحفاظ على التوازن بين الاستجابة للجمهور والحفاظ على رؤية إبداعية فريدة، يمكن للمسارح إنشاء عروض مسرحية قوية وذات مغزى تستحوذ على انتباه الجمهور وتثير تفكيرهم.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً