الحضور العربي في جنازة الرئيس الإيراني.. هل مجاملة دبلوماسية أم إشارة إلى تغيير مرتقب؟
الحضور العربي في جنازة الرئيس الإيراني: مؤشرات على تغييرات دبلوماسية مرتقبة
اكتسى الحضور العربي اللافت في جنازة الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي بأهمية بالغة، حيث أثار تساؤلات حول طبيعة العلاقات العربية الإيرانية في المستقبل. فهل يمثل هذا الحضور مؤشراً على تغييرات جذرية في العلاقات الدبلوماسية بين الطرفين، أم أنه مجرد بروتوكول دبلوماسي؟
إشارات الدفء بين إيران والدول العربية
شهدت عهد رئيسي انفتاح كبير في علاقات طهران مع الدول العربية، ويعد الاتفاق "التاريخي" المبرم مع السعودية عام 2023، والذي أنهى القطيعة بين البلدين التي استمرت 7 سنوات، أبرز مظاهر هذا الانفتاح. كما شهدت العلاقات مع مصر وتونس تطوراً ملحوظاً، وهو ما دفع البعض للقول بأن تحسين العلاقات الإيرانية العربية يعتبر من أبرز إنجازات رئيسي وحكومته.
دلالات الحضور العربي في الجنازة
بحسب وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا"، حضر قادة ومسؤولون من 68 دولة مراسم جنازة رئيسي، من بينهم أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس التونسي قيس سعيد، ووزراء خارجية السعودية والإمارات والبحرين والكويت والعراق ومصر والأردن. ويرى محللون إيرانيون أن هذا الحضور الرفيع المستوى، على الرغم من تمثيل دول عربية بشكل كبير، قد يشير إلى تغييرات جارية في العلاقات الإيرانية العربية.
بناء علاقات جديدة.. تونس نموذجاً
ويستدلون على ذلك بحضور الرئيس التونسي قيس سعيد إلى طهران، وهي زيارة هي الأولى له منذ توليه منصبه عام 2019، ما قد يشير إلى بداية لعلاقة جديدة وقوية بين تونس وإيران. ويؤكد هذا التفسير رئيس تحرير صحيفة الفجر التونسية السابق فوراتي عبد العزيز، الذي وصف زيارة سعيد بالجريئة سياسياً. ويتوقع عبد العزيز تطوراً ملحوظاً في العلاقات التونسية الإيرانية على جميع الأصعدة في المرحلة المقبلة.
حسن نوايا خليجي.. البحرين والبحرين كمثال
امتد التقارب الإيراني الخليجي ليشمل الحضور الرفيع المستوى لوفود خليجية في جنازة رئيسي. وقد أثار حضور وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني إلى طهران، وهي الزيارة الأولى له منذ 13 عاماً، تساؤلات حول مستقبل علاقات البلدين. وتعزز هذه التساؤلات تصريحات عاهل البحرين الشيخ حمد بن عيسى التي نقلتها وكالة الأنباء البحرينية الرسمية، والتي دعا فيها إلى إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البحرين وإيران.
علاقات سعودية إيرانية أكثر دفئاً
وشمل الحضور السعودي وفداً رفيع المستوى ضم وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، والسفير السعودي لدى إيران عبد الله بن سعود العنزي، والأمير منصور بن متعب بن عبد العزيز، مستشار الملك سلمان. ويعلق مراقبون على هذا الحضور الرفيع المستوى باعتباره مؤشراً على تطور المصالحة السعودية الإيرانية نحو علاقة أكثر استقراراً. كما يشيرون إلى الملامح "الشخصية" في التعامل بين المسؤولين السعوديين والإيرانيين، وهو ما يعكس تقارب العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين.
وفي ظل هذا الحضور العربي الواسع في جنازة الرئيس الإيراني، يتوقع محللون حدوث تغييرات مهمة في العلاقات العربية الإيرانية. ويبقى التساؤل حول ما إذا كانت هذه التغييرات ستترجم إلى تحسين ملموس للعلاقات على مختلف المستويات، أم أنها ستبقى محصورة في إطار البروتوكولات الدبلوماسية والأعراف الإنسانية؟
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً