الأمم المتّحدة تنهي مفاوضات ربع قرن بإقرار اتفاقيّة مكافحة القرصنة البيولوجيّة
إقرار الأمم المتحدة لاتفاقية تاريخية لمكافحة القرصنة البيولوجية
مرّ ربع قرن من المفاوضات الشاقة حتى نجحت الأمم المتحدة في التوصل إلى اتفاقية تاريخية تتعلق بالملكية الفكرية والموارد الجينية والمعارف التقليدية، وافقت عليها أكثر من 190 دولة من دول العالم. تهدف هذه المعاهدة إلى وضع حد للقرصنة البيولوجية ونهب الموارد الجينية الطبيعية.
معاهدة متوازنة تراعي مصالح جميع الأطراف
عكست المعاهدة حرص الأمم المتحدة على إيجاد توازن يراعي مصالح جميع الأطراف، بما في ذلك الشركات العملاقة في صناعة الكائنات المعدلة وراثيًا (GMO)، مثل شركة مونسانتو، والدول التي تسعى لحماية مواردها الجينية الطبيعية، مثل الهند والصين والبرازيل.
وقد أشاد سفير البرازيل غييرمي دي أغويار باتريوتيا بالمعاهدة ووصفها بأنها "أفضل حل وسط" في ظل الظروف الحالية، مؤكداً أنها كانت مطلبًا طال انتظاره منذ ربع قرن.
حماية الشعوب الأصلية والمجتمعات المحلية
تُعد هذه المعاهدة الأولى التي تتناول قضية القرصنة البيولوجية على مستوى الأمم المتحدة، كما أنها الأولى التي تتضمن ترتيبات محددة لحماية الشعوب الأصلية والمجتمعات المحلية. وبموجب هذه المعاهدة، سيتعين على مقدمي طلبات براءات الاختراع الجينية الكشف عن أصول الموارد الجينية والمعارف التقليدية المستخدمة في اختراعاتهم، مما سيضع حدًا للاستغلال غير المشروع لهذه الموارد.
عقوبات ضد المخالفين
تتضمن المعاهدة مجموعة من العقوبات ضد المخالفين، والتي تمثل أحد أكثر نقاط الخلاف خلال المفاوضات. ونصت المعاهدة على أن الدول لا يمكنها إلغاء أو إبطال براءات الاختراع لمجرد أن مقدم الطلب لم يقدم المعلومات اللازمة. ومع ذلك، يجوز للدول فرض "عقوبات أو تدابير تصحيحية بعد منح" براءة الاختراع في حالة وجود "نوايا احتيالية"، وفقًا لتشريعاتها الوطنية.
تعزيز الشفافية لدعم البروتوكول الدولي
تهدف المعاهدة إلى تعزيز الشفافية لضمان أن تكون الاختراعات جديدة بالفعل وأن تكون قد حصلت على موافقة البلدان والمجتمعات المحلية المعنية باستخدام مواردها الجينية ومعارفها التقليدية. وهذا من شأنه أن يدعم تنفيذ "بروتوكول ناغويا" الذي ينص على حصول الأشخاص الذين يقدمون الموارد الجينية أو المعارف التقليدية على مزايا من استخدامها.
الموارد الجينية والمعارف التقليدية: ثروة مشتركة
تستخدم الموارد الجينية والمعارف التقليدية على نطاق واسع في العديد من الاختراعات، مثل البذور والأدوية، مما ساهم في التقدم في مجالات الصحة والمناخ والأمن الغذائي. تعبر هذه المعاهدة عن اعتراف الأمم المتحدة بالمسؤولية المشتركة في الحفاظ على هذه الثروة الطبيعية والمعرفية والاستفادة منها بطريقة عادلة ومستدامة.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً