الإمارات وكوريا.. شراكة استراتيجية لمستقبل مستدام

الإمارات وكوريا: شراكة استراتيجية لمستقبل مستدام

مقدمةتجمع الإمارات العربية المتحدة وجمهورية كوريا علاقات استراتيجية تمتد لأكثر من أربعة عقود، حيث كان التعاون الاقتصادي حجر الأساس لهذه الشراكة التي تطورت إلى تحالف استراتيجي يقوم على الصداقة واحترام المصالح المشتركة. تعد الإمارات أول دولة في الشرق الأوسط تتمتع بشراكة استراتيجية خاصة مع كوريا، والتي أثمرت عن العديد من المشاريع التنموية المشتركة في قطاعات حيوية مثل الطاقة المتجددة والملكية الفكرية والصحة والتكنولوجيا والزراعة والتعليم، مما عزز التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين.

علاقات تاريخيةاقيمت العلاقات الدبلوماسية بين دولة الإمارات وجمهورية كوريا في عام 1980، وافتتحت كوريا سفارتها في أبوظبي عام 1980 وقنصليتها في دبي عام 2007، فيما افتتحت الإمارات سفارتها في كوريا عام 1987 والملحقية العسكرية في عام 2010، كما دشنت كوريا مركزها الثقافي في أبوظبي عام 2016.

شراكة اقتصاديةتعتبر الإمارات الشريك التجاري الثاني خليجياً وعربياً لكوريا الجنوبية، حيث بلغ التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين 5.3 مليار دولار بنهاية عام 2022، بنمو تجاوز 14% عن عام 2021، فيما بلغ التبادل التجاري بين البلدين خلال أول شهرين من عام 2023 أكثر من 917 مليون دولار. كما شهدت الصادرات الإماراتية نمواً بنسبة 35% خلال شهري يناير وفبراير من عام 2023 مقابل الفترة ذاتها من العام السابق.

قطاع الطاقةيتبوأ قطاع الطاقة موقعاً محورياً في التعاون الاقتصادي بين البلدين، حيث تركزت الشراكات في السنوات الأخيرة على مجالات استراتيجية منها الطاقة النووية السلمية والهيدروكربونات والطاقة المتجددة النظيفة والهيدروجين. وقد لعبت الشركات الكورية دوراً بارزاً في بناء محطة براكة للطاقة النووية في أبوظبي، والتي تعد أحد أكبر استثمارات البنية التحتية في المنطقة.

التعاون الحكومييتم تعزيز العلاقات الإماراتية الكورية من خلال العديد من القنوات الحكومية رفيعة المستوى، منها الحوار الاستراتيجي بين وزارتي الخارجية، واجتماع (2+2) بين وزارتي الخارجية والدفاع، والمشاورات رفيعة المستوى بشأن التعاون النووي، واجتماعات اللجنة الاقتصادية المشتركة. وقد أسفرت هذه اللقاءات عن توقيع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مختلف مجالات التعاون.

التعاون الثقافيأقيمت العديد من المبادرات الثقافية لتعزيز التفاهم المتبادل بين الشعبين، منها تبادل الزيارات رفيعة المستوى، وإقامة المهرجانات الفنية والثقافية، وتأسيس مراكز ثقافية في كلا البلدين. كما تعمل المنح الدراسية والدورات التدريبية على تطوير مهارات المواطنين من كلا الجانبين ودعم التعاون في قطاعات متنوعة.

المستقبلتتمتع الإمارات وكوريا بمستقبل واعد لشراكتهما الاستراتيجية، حيث تركز الخطط المستقبلية على تعزيز التعاون فيbereiche التكنولوجيا المتقدمة والطاقة النظيفة والابتكار وريادة الأعمال. كما تتطلع الدولتان إلى تعزيز الاستثمار المتبادل وتنويع مجالات التعاون بما يعود بالنفع على اقتصاديهما ومجتمعيهما في السنوات القادمة.