إغلاق معبر رأس جدير يقطع أوردة مدن تونسية وليبية

تداعيات إغلاق معبر رأس جدير

بعد إغلاق معبر رأس جدير الحدودي بين تونس وليبيا منذ شهر ونصف، تعاني مدينة بن قردان التونسية الحدودية من حالة شلل اقتصادي وركود تجاري كبيرين. ويؤثر هذا الإغلاق سلبًا على حياة سكان المدينة ومعيشتهم، الذين يعتمدون بشكل أساسي على التجارة مع ليبيا.

الخسائر الاقتصادية الفادحة

أدى إغلاق المعبر إلى توقف حركة الشاحنات والبضائع بين البلدين، مما تسبب في خسائر اقتصادية فادحة. فقد اختفت من أسواق بن قردان البضائع المستوردة من تركيا والصين وإيطاليا، والتي كانت تدخل بشكل شبه رسمي عبر "الخط" التجاري المتفق عليه بين الجانبين. كما انعدمت السلع ذات العلامات التجارية العالمية التي كانت تُباع بأسعار تفضيلية في سوق بن قردان.

معاناة مشتركة بين البلدين

لم تقتصر الخسائر الاقتصادية على مدن الجنوب التونسي، بل امتدت لتشمل مدن غرب ليبيا أيضًا. فقد توقفت حركة البضائع والسلع الحيوية إلى مدن زوارة والجميل وصبراتة والزنتان، كما تعذر على العائلات الليبية العبور إلى المصحات الاستشفائية في تونس. وتؤثر هذه الخسائر سلبًا على مستوى معيشة السكان في كلا البلدين.

مخرجات الأزمة

يرجح الخبراء أن تنعكس مخرجات القمة الثلاثية بين تونس وليبيا والجزائر إيجابًا على إيجاد حل للخلافات الداخلية الليبية حول المعبر. ويشيرون إلى أهمية إنشاء مناطق حرة في معبر رأس جدير الذي يربط بين تونس والعمق الأفريقي، وهو هدف اقتصادي وأمني تسعى لتحقيقه الدول المشاركة في القمة. كما يطالب رئيس المرصد التونسي لحقوق الإنسان السلطات التونسية بالتحرك من أجل تقريب وجهات النظر بين الأطراف الليبية المتناحرة، مؤكدًا أن لا توجد رغبة جدية من السلطات التونسية في التعامل مع هذا الملف.