اختفاء طبعات بوشكين النادرة من مكتبات أوروبا
سرقات منظمة تستهدف مكتبات أوروبا
بدأ كل شيء في أبريل 2022، عندما زار رجلان مكتبة جامعة تارتو بدعوى البحث في الرقابة الروسية القيصرية. وبعد عشرة أيام، اكتشفت المكتبة اختفاء ثمانية كتب ثمينة بعد استبدالها بنسخ عالية الجودة لا يمكن اكتشافها إلا بخبرة عالية.
لم تكن تلك واقعة منعزلة، بل جزء من سلسلة منظمة من السرقات التي استهدفت المكتبات في جميع أنحاء أوروبا، وركزت على الكتب الروسية النادرة، وخاصة طبعات بوشكين المبكرة، والتي قدرت قيمتها بأكثر من 2.6 مليون دولار. طالت السرقات مكتبات في لاتفيا وبرلين وميونيخ وهلسنكي وباريس وليون وجنيف وبراغ ووارسو، حيث خسرت الأخيرة وحدها 78 كتابًا.
تدل الأدلة المتوفرة على وجود عصابة إجرامية وراء السرقات، وهي على الأرجح تعمل لصالح جهة أكبر. وتشير التحقيقات إلى أن اللصوص استخدموا أسماء مستعارة وسافروا عبر أوروبا بسيارة مستأجرة، واستخدموا بطاقات مكتبية لدخول المكتبات. وتشير المعلومات إلى أن الكتب المسروقة بيعت بالفعل في مزادات في موسكو وسانت بطرسبرغ.
أسباب محتملة وأهمية بوشكين
ارتفعت أسعار الكتب الروسية النادرة في السنوات الأخيرة، لا سيما مع زيادة ثروة المقتنين الروس. وقد أدت العقوبات الغربية المفروضة على روسيا بعد غزوها لأوكرانيا إلى تنشيط سوق الكتب السرية، حيث تُجرى الصفقات بعيدًا عن الأعين من خلال وسطاء وتتضمن معاملات مالية يصعب تتبعها.
بوشكين شاعر روسي مرموق وشخصية وطنية بارزة. ظلت مكانته وأعماله موضع تبجيل من جميع القادة الروس، من القياصرة إلى ستالين وحتى فلاديمير بوتين. ومع ذلك، فقد أصبح الآن رمزًا للإمبريالية الروسية في أوكرانيا، حيث تم إسقاط تماثيله بعد الغزو الروسي.
عواقب السرقات
أدت السرقات إلى حالة من القلق والحذر في سوق الكتب. اتخذت المكتبات إجراءات أمنية أكثر صرامة، وأصبح التجار أكثر حذرًا بشأن مصادر الكتب الروسية. كما أن هناك مخاوف من أن الكتب المسروقة قد يصعب استيعابها في سوق الكتب الروسية الصغيرة نسبيًا، وأنها قد تُستخدم لأغراض غير مشروعة.
حظيت السرقة الأكبر في مكتبة جامعة وارسو باهتمام خاص في بولندا، حيث توجد حساسية متزايدة تجاه أي تهديد روسي. وأدت السرقات إلى اعتقال تسعة أشخاص مشتبه بهم حتى الآن، من بينهم خمسة يحملون الجنسية الجورجية. وتشير التحقيقات إلى وجود شبكة محتملة وراء السرقات قد تمتد إلى مدن أوروبية رئيسية مثل باريس وليون.
لا تزال التحقيقات مستمرة، ويبقى السؤال حول الجهة المسؤولة عن السرقات، وما هي دوافعها، لغزًا غير محلول.
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً