في الخامس من شهر يوليو من العام 1856 بدأت قصة بنك “كريدي سويس”، عندما أسس السياسي البارز ورائد الأعمال ألفريد إيشر (عضو المجلس الوطني السويسري آنذاك) شركة SKA وهي اختصاراً لـ Schweizeresche Creditanstalt بهدف تمويل توسيع شبكة السكك الحديدية، وزيادة معدلات التصنيع في سويسرا.
شركة SKA التي تحولت لاحقاً إلى “كريدي سويس”، ومن الصفحة الأولى في يوليو 1856 وحتى الصفحة الأخير في مارس 2023، مرّت برحلة طويلة ناهزت القرن ونصف من الزمن (167 عاماً تحديداً)، تمكن خلالها البنك من أن يصبح واحداً من أهم البنوك على مستوى العالم، طبقاً لتصنيف مجلس الاستقرار المالي (هيئة دولية تراقب النظام المالي العالمي).
في هذا التسلسل الزمني، يستعرض موقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية” أبرز المحطات الرئيسية في تاريخ “كريدي سويس” بعد أن طويت صفحته أخيراً، عقب استحواذ “يو بي إس” عليه في صفقة تاريخية بقيمة ثلاثة مليارات فرنك سويسري (3.25 مليار دولار):
ما إن بدأ كبنك استثماري سويسري تحول “كريدي سويس” إلى قصة نجاح امتدت على مدى أكثر من قرن ونصف، وذلك مع تطوره تدريجياً إلى مزود عالمي رائد للخدمات المالية.
اندماجات واستحواذات
شهد البنك على مدار تاريخه مجموعة متنوعة من عمليات الاندماج والاستحواذ الكبيرة، كما شهد مجموعة من الأزمات و”الفضائح” أيضاً.
من بين الصفقات التي سجلها البنك أيضاً صفقة الاستحواذ على فولكس بنك (رابع أكبر بنك في سويسرا في العام 1993)، وفي العام التالي استحوذ “كريدي سويس” على بنك Neue Aargauer
كما شهدت SKA عملية إعادة هيكلة في 1997، تحولت بموجبها CS Holding إلى مجموعة Credit Suisse ليتم منذ ذلك الحين إلغاء اسم SKA.
اشترت المجموعة في العام نفسه شركة التأمين Winterthur (قبل أن تبيعها لاحقاً بعد ذلك في العام 2006 إلى شركة التأمين الفرنسية أكسا)
الأزمة المالية العالمية
خلال الأزمة المالية العالمية (2007-2008) تمكن “كريدي سويس” من النجاة، دون أن يكون بحاجة لخطة إنقاذ حكومية بخلاف منافسه UBS الذي شاءت الأقدار أن يستحوذ عليه لاحقاً في 2023 بعد أن واجه “كريدي سويس” أزمة شكلت تهديداً كبيراً للقطاع المصرفي حول العالم.
توالت صفقات الشركة بعد الأزمة المالية العالمية، من بينها صفقة شراء مورغان ستانلي في العام 2013، وبعد عامين شهدت المجموعة عملية إعادة هيكلة جديدة قيادة الرئيس التنفيذي تيدجان ثيام.
واحدة من المحطات المثيرة للجدل في تاريخ المجموعة كانت في العام 2022، والمرتبطة بفضيحة تجسس مصرفي نتج عنها رحيل رئيسها التنفيذي السابق ثيام عن المجموعة.
نقاط ضعف جوهرية
مرّ كريدي سويس بعامين شهدا العديد من الفضائح التي كشفت باعتراف الإدارة عن “نقاط ضعف جوهرية” في “ضوابطه الداخلية”. فقد اتهمته هيئة الرقابة على الأسواق بـ”الإخلال الجسيم بالتزاماته التحوطية” بخصوص إفلاس شركة غرينسيل المالية الذي مثّل بداية انتكاساته.
وواجه البنك موجة بيع حادة بعد أن قال رئيس البنك الأهلي السعودي، في تصريحات نقلتها وكالات أنباء عالمية هذا العام، إنه لن يتسنى إعطاء البنك السويسري المزيد من السيولة لأنه لا يمكن زيادة حصة الملكية فيه عن 10 بالمئة بسبب قواعد تنظيمية.
شهد البنك عمليات سحب هائلة للأموال من قبل عملائه، بما في ذلك في قطاع إدارة الثروات، وهو أحد النشاطات التي كان يعتزم المصرف إعادة التركيز عليها كجزء من خطة إعادة هيكلة كبرى.
ويوم الأحد الماضي، أعلن الرئيس السويسري آلان بيرسيه، استحواذ بنك يو بي إس العملاق على منافسه الأصغر كريدي سويس في محاولة لتجنب المزيد من الاضطرابات التي هزت سوق الخدمات المصرفية العالمية.
وهكذا طويت صفحة مجموعة “كريدي سويس” التي بدأت منذ العام 1856 وعلى مدار 167 عاماً شكل خلالها علامة بارزة في القطاع المصرفي حول العالم.
عوامل الانهيار
عن تلك النهاية، يقول المدير التنفيذي لـ vi markets بالقاهرة، أحمد معطي، في تصريحات خاصة لـ “اقتصاد سكاي نيوز عربية” إن أزمة مجموعة “كريدي سويس” هي أزمة تراكمية منذ سنوات، وتحديداً منذ العام 2016 بشكل خاص، لكنها تضخمت على نحو أكبر مع جملة الأزمات الأخيرة التي يشهدها القطاع المصرفي بعد انهيار بنك سيلكون فالي بالولايات المتحدة الأميركية.
ويشير إلى أزمة التجسس المصرفي التي واجهها البنك، والتي أثارت لغطاً واسعاً داخل المجموعة، وغيرها من الأزمات مثل أزمة صندوق التحوط Archegos ، فضلاً عن الأزمة الناجمة عن إفلاس غرينسيل المالية البريطانية، فقد شكلت تلك الأزمة محطة من بداية الانتكاسات التي عانى منها البنك أخيراً، وبما أسهم في موجة سحوبات كبيرة تعرض لها البنك من جانب المودعين بلغت حوالي 110 مليار فرنك سويسري.
ويتحدث معطي في الوقت نفسه عن تأثر البنك بانهيار “سيلكون فالي” أيضاً، على اعتبار أن “كريدي سويس” في الأساس يعاني من إشكاليات وأزمات تقوض ثقة المودعين والمستثمرين، وبالتالي مع انهيار “سيلكون فالي” والمخاوف التي انتابت الأسواق سرع ذلك من سحب المودعين لأموالهم.
ويشير المدير التنفيذي لـ vi markets بالقاهرة، إلى تأثير السياسات النقدية في أوروبا (وإجراءات رفع الفائدة) وانعكاساتها على البنوك، موضحاً أن تلك السياسات سرّعت من أزمة “كريدي سويس”، لا سيما في ضوء التساهل في القوانين والشروط مع البنوك، وهو سلاح ذو حدين، والذي أدى لانهيار سيلكون فالي.
شركة SKA التي تحولت لاحقاً إلى “كريدي سويس”، ومن الصفحة الأولى في يوليو 1856 وحتى الصفحة الأخير في مارس 2023، مرّت برحلة طويلة ناهزت القرن ونصف من الزمن (167 عاماً تحديداً)، تمكن خلالها البنك من أن يصبح واحداً من أهم البنوك على مستوى العالم، طبقاً لتصنيف مجلس الاستقرار المالي (هيئة دولية تراقب النظام المالي العالمي).
في هذا التسلسل الزمني، يستعرض موقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية” أبرز المحطات الرئيسية في تاريخ “كريدي سويس” بعد أن طويت صفحته أخيراً، عقب استحواذ “يو بي إس” عليه في صفقة تاريخية بقيمة ثلاثة مليارات فرنك سويسري (3.25 مليار دولار):
ما إن بدأ كبنك استثماري سويسري تحول “كريدي سويس” إلى قصة نجاح امتدت على مدى أكثر من قرن ونصف، وذلك مع تطوره تدريجياً إلى مزود عالمي رائد للخدمات المالية.
اندماجات واستحواذات
شهد البنك على مدار تاريخه مجموعة متنوعة من عمليات الاندماج والاستحواذ الكبيرة، كما شهد مجموعة من الأزمات و”الفضائح” أيضاً.
من بين الصفقات التي سجلها البنك أيضاً صفقة الاستحواذ على فولكس بنك (رابع أكبر بنك في سويسرا في العام 1993)، وفي العام التالي استحوذ “كريدي سويس” على بنك Neue Aargauer
كما شهدت SKA عملية إعادة هيكلة في 1997، تحولت بموجبها CS Holding إلى مجموعة Credit Suisse ليتم منذ ذلك الحين إلغاء اسم SKA.
اشترت المجموعة في العام نفسه شركة التأمين Winterthur (قبل أن تبيعها لاحقاً بعد ذلك في العام 2006 إلى شركة التأمين الفرنسية أكسا)
الأزمة المالية العالمية
خلال الأزمة المالية العالمية (2007-2008) تمكن “كريدي سويس” من النجاة، دون أن يكون بحاجة لخطة إنقاذ حكومية بخلاف منافسه UBS الذي شاءت الأقدار أن يستحوذ عليه لاحقاً في 2023 بعد أن واجه “كريدي سويس” أزمة شكلت تهديداً كبيراً للقطاع المصرفي حول العالم.
توالت صفقات الشركة بعد الأزمة المالية العالمية، من بينها صفقة شراء مورغان ستانلي في العام 2013، وبعد عامين شهدت المجموعة عملية إعادة هيكلة جديدة قيادة الرئيس التنفيذي تيدجان ثيام.
واحدة من المحطات المثيرة للجدل في تاريخ المجموعة كانت في العام 2022، والمرتبطة بفضيحة تجسس مصرفي نتج عنها رحيل رئيسها التنفيذي السابق ثيام عن المجموعة.
نقاط ضعف جوهرية
مرّ كريدي سويس بعامين شهدا العديد من الفضائح التي كشفت باعتراف الإدارة عن “نقاط ضعف جوهرية” في “ضوابطه الداخلية”. فقد اتهمته هيئة الرقابة على الأسواق بـ”الإخلال الجسيم بالتزاماته التحوطية” بخصوص إفلاس شركة غرينسيل المالية الذي مثّل بداية انتكاساته.
وواجه البنك موجة بيع حادة بعد أن قال رئيس البنك الأهلي السعودي، في تصريحات نقلتها وكالات أنباء عالمية هذا العام، إنه لن يتسنى إعطاء البنك السويسري المزيد من السيولة لأنه لا يمكن زيادة حصة الملكية فيه عن 10 بالمئة بسبب قواعد تنظيمية.
شهد البنك عمليات سحب هائلة للأموال من قبل عملائه، بما في ذلك في قطاع إدارة الثروات، وهو أحد النشاطات التي كان يعتزم المصرف إعادة التركيز عليها كجزء من خطة إعادة هيكلة كبرى.
ويوم الأحد الماضي، أعلن الرئيس السويسري آلان بيرسيه، استحواذ بنك يو بي إس العملاق على منافسه الأصغر كريدي سويس في محاولة لتجنب المزيد من الاضطرابات التي هزت سوق الخدمات المصرفية العالمية.
وهكذا طويت صفحة مجموعة “كريدي سويس” التي بدأت منذ العام 1856 وعلى مدار 167 عاماً شكل خلالها علامة بارزة في القطاع المصرفي حول العالم.
عوامل الانهيار
عن تلك النهاية، يقول المدير التنفيذي لـ vi markets بالقاهرة، أحمد معطي، في تصريحات خاصة لـ “اقتصاد سكاي نيوز عربية” إن أزمة مجموعة “كريدي سويس” هي أزمة تراكمية منذ سنوات، وتحديداً منذ العام 2016 بشكل خاص، لكنها تضخمت على نحو أكبر مع جملة الأزمات الأخيرة التي يشهدها القطاع المصرفي بعد انهيار بنك سيلكون فالي بالولايات المتحدة الأميركية.
ويشير إلى أزمة التجسس المصرفي التي واجهها البنك، والتي أثارت لغطاً واسعاً داخل المجموعة، وغيرها من الأزمات مثل أزمة صندوق التحوط Archegos ، فضلاً عن الأزمة الناجمة عن إفلاس غرينسيل المالية البريطانية، فقد شكلت تلك الأزمة محطة من بداية الانتكاسات التي عانى منها البنك أخيراً، وبما أسهم في موجة سحوبات كبيرة تعرض لها البنك من جانب المودعين بلغت حوالي 110 مليار فرنك سويسري.
ويتحدث معطي في الوقت نفسه عن تأثر البنك بانهيار “سيلكون فالي” أيضاً، على اعتبار أن “كريدي سويس” في الأساس يعاني من إشكاليات وأزمات تقوض ثقة المودعين والمستثمرين، وبالتالي مع انهيار “سيلكون فالي” والمخاوف التي انتابت الأسواق سرع ذلك من سحب المودعين لأموالهم.
ويشير المدير التنفيذي لـ vi markets بالقاهرة، إلى تأثير السياسات النقدية في أوروبا (وإجراءات رفع الفائدة) وانعكاساتها على البنوك، موضحاً أن تلك السياسات سرّعت من أزمة “كريدي سويس”، لا سيما في ضوء التساهل في القوانين والشروط مع البنوك، وهو سلاح ذو حدين، والذي أدى لانهيار سيلكون فالي.
—
المصدر موقع سكاي نيوز العربية – رابط المقال الأصلي اضغط هنا